ليس من باب المزايدة ولا من شباك توتير البلد أكثر مما هو متوتر وموتور ، لكن يبدو حسب وقائع هذا اليوم بالصوت والصورة أن هناك إعتراضا جوهريا جامعا من قبل كافة الطوائف المسيحية على التوقيت القديم- الجديد للرئيسن نبيه بري ونجيب ميقاتي ، فالأرض لا ينقصها غليان ولا “ساعة تخليّ” بين ممن يٌفترض أن يشكلوا بلدا واحدا أو شبه رسالة موحدة … فيما واقع الامر يشي بأن البلد يغلي بصورة حقيقية وعلى خلفية طائفية ومذهبية ( حتى لو طلعت تقيلة) أليس الأمر بكذلك ؟ أم أننا نريد دفن رؤوسنا في الارض وتحت الرمال كي نعيد كل نيسان من أوله حرب وقتل وخطف !!
اللبنانيون … اي مجمل الشعوب المسكينة الساكنة في هذا الوطن تبتعد وتخاف من مجرد الفكرة … فكرة التقاتل والهجرة إذا ما تبقى هناك من يهاجر الى حيث لا رجعة ولا عودة … مختصر الامر وحسب قواعد الانشاء والاصول : لا يمكن أن تصدر ردة فعل سوى عن فعل قائم ؟ فكيف إذا كان الامر بهذه النوعية من التعاطي بين أبناء الوطن الواحد ؟
يعني مسألة “مشّيها ” ليست مجرد كلمة فقط ويمكن حسب النوايا والظنون أن تكون صادرة دون قصد أو معرفة التداعيات أو بروح بعيدة عن الاكراه ، لكن السؤال الصحافي والبريء في مطلق الاحوال يتلخص بالتالي : كيف يمكن تصوير لقاء بين زعيمين أحدهما رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة بواسطة الكاميرات … لكن من أين حضر عامل الصوت كي يضاف للصورة أيضا ؟ المشهد مقصود أو بريء أحدث شعورا لدى اللبنانيين أن كافة الامور في الجمهورية التي يسكنها خمسة ملايين نسمة ما عدا الاخوة والاشقاء شعور بالأسى على وطن يٌدار وفق طريقة “مشّيها يا خال ” !! إنما الناس جائعة والدولار أكثر من مئة ألف ليرة والاسعار تلهب قلوب الناس والمستشفى على شاكلة الملحمة والجميع “يجرم” بهذا المسكين !! “يعني هلئتني وقت ساعة لقدان أو لورا ” … والحال أن اللبنانيين ناطرين ساعتهم !!!!!!!؟
ناشر ورئيس تحرير موقع “الجريدة نيوز” :عيسى بو عيسى