علمت “نداء الوطن” أنّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تحدّث بالمباشر مع السفيرة الفرنسية آن غريو وسجّل عتبه على السلوك الفرنسي تجاه الاستحقاق الرئاسي.
وينبع هذا السلوك، ليس من رفض بكركي ترشيح فرنجية الذي تكنّ له كل احترام، بل من تصرّف الإليزيه والسفيرة الفرنسية وكأن المكوّن المسيحي غير موجود فتكتفي باريس بالتفاوض والنقاش مع حارة حريك وعين التينة وطهران متناسيةً الدور التاريخي لبكركي، وكذلك تتصرّف وكأن الإنتخابات النيابية لم تحصل منذ عام تقريباً وقد إختار المكوّن المسيحي نوّابه.
ومن جهة ثانية، هناك علامات استفهام حول كلّ ما يُحكى عن صفقات وسمسرات تتعلّق بالصفقة الرئاسية التي يتمّ الحديث عنها، وهذا الأمر يضرّ بالعلاقات اللبنانية – الفرنسية مثلما يضرب العلاقات المارونية – الفرنسية، فبكركي كانت تعوّل على دور فرنسي للوصول إلى إنتاج سلطة تُطلق مسيرة الإنقاذ لا أن ترعى صفقة تقضي على ما تبقّى من مال عام وتنهش بقايا المؤسّسات التي تُنازع للصمود.
ونتيجة زعزعة العلاقات المارونية – الفرنسية، تتحدّث المعلومات عن دخول عدد من الوسطاء بين بكركي والإليزيه وقد يُترجم هذا الأمر في الساعات المقبلة من خلال زيارة ستقوم بها السفيرة غريو إلى بكركي لإعادة توضيح الموقف الفرنسي من كل ما يجري، في حين تنتظر بكركي خروج باريس بطرح واضح يُعيد تصويب الأمور ويطرح حلولاً متكاملة تُرضي الفريق المسيحي وتكون محطّ ثقة كل اللبنانيين.
ستحاول السفيرة الفرنسية القيام بكل ما تستطيع لاستعادة جزء من الثقة التي فُقدت ببلادها، لكنّ موقف بكركي سيبقى متشدّداً في رفض السلوك الفرنسي ومقترحاته التي تُراعي مصالحه ومصالح بعض السياسيين ولا تتطلّع إلى دور لبنان التاريخي ودور فرنسا في إنشاء هذا الكيان، ويبدو واضحاً أن ما سيحصل هو تمرير للوقت لأن علاقات بكركي والمسيحيين لن تتحسّن بفرنسا إلا بعد تراجع باريس عن دورها الأخير.