بعد ان كانت عجلة الاستحقاق الرئاسي تدور بهدوء تسارعت وتيرتها بالامس، انما ليس توافقاً على انتخاب رئيس ينقذ البلد مما يتخبط به بل لتضافر الجهود وحشد معارضة مقبولة من اجل عرقلة وصول رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الى بعبدا وذلك في حرب ضروس تستخدم فيها كل الأسلحة الإعلامية المشروعة وغير المشروعة وخلق مساحة من الاشاعات والتحليلات المدسوسة وقراءة كل طرف المعطيات على هواه وكما ترتاح نفسه من دون مقاربة موضوعية حقيقية.
ماذا فعل هذا الرجل لبعض المسيحيين تحديداً؟ هل لانه كشف عوراتهم بمسامحته وتعاليه على جراحه ام لانهم يعلمون انه بالفعل سيترك بصمة في عهده وهم لا يريدون الخير للبنان الا اذا أتى عبرهم؟
غريبة هذه الهستيريا المسيحية تجاه رجل يصنف في خانة الوطني بإمتياز ولا عدو له في الداخل والخارج الا اسرائيل فهو صديق للسنة ومحبوب من الشيعة ومقبول من المسيحيين المستقلين عن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية الذين يعود هاجسهم وقلقهم من وصول فرنجيه الى ما قبل العام ٢٠١٦ عندما تخطوا حروبهم الالغائية وخلافاتهم التاريخية وعقدوا مصالحة “اوعا خيك” التي اوصلت البلد الى ما هو عليه اي الى قعر جهنم فقط لقطع الطريق على وصول فرنجيه وهم حتى الساعة مستعدون ربما على فعل مثله واكثر.
ماذا فعل هذا المسيحي العروبي المنفتح على الشرق والغرب لبعض هؤلاء المسيحيين رغم ان الولايات المتحده اعلنت انها ليست ضده، وفرنسا اعلنت دعمها له والسعودية اوضحت ان لا فيتو عليه؟… ترى هل هذه الهستيريا التي نشهدها من هذا البعض تأتي من ورود معطيات لهم بان التسوية باتت على سكتها ومفاعيلها قد تظهر قريباً؟…ربما!.
ماذا فعل سليمان فرنجيه لهؤلاء البعض؟ هل لانه يقرأ المعطيات بشكل صحيح فيما هم يقرأون المعطيات امام كل تسوية بطريقة خاطئة ما أدى الى تشتت المسيحيين في اصقاع الارض ومنهم من لا يرغب بالعودة بتاتاً.
لا احد يعلم حتى الساعة ما دار من حديث، بين السفير السعودي وليد البخاري ورئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الذي لبى دعوته الى فطور صباحي في دارته في اليرزة، الا الرجلين اذ لم يتسرب عن الاجتماع الا فقط الكلام الودي الذي نطق به الطرفان من دون الدخول في تفاصيل اللقاء ولكن يبدو ان الزيارة بحد ذاتها قضت مضاجع البعض فكيف اذا كانت لها نتائج عملية ملموسة…ننتظر لنرى!.