يؤكّد رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل أنّ الوضع المستجدّ وتباعد الحليفين “ترك في ظهر “التيار” وظهره “جروحاً عديدة”، ويتموضع في مكان ما بين طرفي المواجهة، فريق “الممانعة” وفريق المواجهة المعارض للحزب.
وفي حديثٍ لـ “الشرق الأوسط”، يلمح باسيل إلى تقارب كبير مع أطراف المعارضة، وصولاً إلى “الأسماء والمقاربة والمشروع”، مع تلميح إضافي بإمكانية خوض المعركة بوجه حليفه السابق الذي يرفض “الطلاق منه وطنياً”، لكنه يرسم في هذا الحوار العديد من علامات الاستفهام على أدائه في الداخل وفي الخارج.
ويُشدّد على أنّ “الحلّ في موضوع الانتخابات الرئاسية ينطلق من من إدراك الجميع أنه لا خيار لدينا، بسبب تركيبة المجلس النيابي وبسبب تركيبة البلد، والوضع المأزوم، سوى التوافق”. ويرى أن “استمرار كل فريق بتحدي الآخر بمرشح، سيطيل الفراغ”.
ويؤكد باسيل أنّ الحوار “متقدم” مع بقية أطراف المعارضة للتوافق رئاسياً، ويقول: “هذا الموضوع أنا بدأت بالدعوة إليه منذ تموز من بكركي، وتأخرنا كل هذا الوقت من دون سبب، إلا العناد على مواقف لا تؤدي الى نتيجة”.
ويتابع: “للأسف، الوقت هو الذي يقنع الناس، ولكن الوقت اليوم مكلف. لقد تأكد أن لا حل إلا بالاتفاق، وهذا ما جعل الحديث مع الأفرقاء الذي بدأناه منذ فترة طويلة، يتكثف راهناً، ويبين أن هناك نقاط تلاق وتقارب إن كان على الأسماء أو المقاربة أو المشروع”.
وعن إمكانية بناء “الثقة المفقودة” حياله من قبل أطراف المعارضة، يرد باسيل بمعادلة مقابلة فـ”كل طرف يستطيع أن يزايد على الآخر، بمسألة من فقدت الثقة عنده أكثر، ولكن هذا الأمر يوصل إلى أين؟”.
ويضيف باسيل، “فأنا باستطاعتي التذكير ماذا فعلوا في العهد طوال ست سنوات، ولكن ماذا ينفع؟ من هنا يجب أن تكون لدينا القدرة على النظر إلى الأمام، ونظهر بأننا لو لم نكن متفقين على كل الأمور، إنما أقله نحن متفقون على أمر فيه خير للبنان”.
ورغم أهمية الحسابات والأرقام في لعبة الانتخابات الرئاسية، يرى باسيل أن “المشكلة الأساسية تبقى في صياغة المشروع المستقبلي للبلاد”.
ويرى باسيل أنّه، “لا يخفى على أحد أننا اللبنانيين مختلفون على المشروع، في السياسة الخارجية والاستراتيجية الدفاعية، والسياسة النقدية والمالية، وكذلك في الإصلاحات والاقتصاد. خلافاتنا كثيرة وتتمحور حول عناوين عدة من بينها النظام”.
ويستدرك: “لكن نحن اليوم في انهيار، من هنا علينا الخروج من هذا الانهيار ليستمر البلد ونرى كيف سنطوره. وهذا الأمر يستوجب اليوم تصرّفًا استثنائيًّا في ظرف استثنائي”.
ويلفت إلى أنّ، “المشكلة هي أن التصرف عادي في ظرف غير عادي من قبل الجميع بمن فيهم فريق الممانعة الذي اعتبر أنه ربح في المنطقة ويريد تكريس ربحه في لبنان، ولكن هل هذا الأمر مفعوله إيجابي على الوضع الداخلي؟”.
ويختم باسيل بالقول: “ألا يجب أن ينتظر ربح المشروع الداخلي؟ ماذا ينفع إن ربحنا المشروع الخارجي وبلدنا مدمر ولا نقوم بأي خطوات لترميمه ولنوقف هذا الدمار؟ نريد وطنا مقاوماً، ليس فقط بالسلاح، إنما باقتصاده و بكرامة شعبه. إن هاجر كل شعبه، فماذا أربح؟ وماذا يهم الربح على إسرائيل، وبات البلد فارغا من شعبه؟”.