غياب رئيس الجمهورية اللبناني عن قمة جدة غداً، بسبب الشغور المستمر في هذا المنصب منذ اكثر من 7 أشهر، لا يعني غياب هذا الملف. وأشارت معلومات “نداء الوطن” الى أنه برز اتجاه خليجي لبحثه في كواليس القمة التي تنطلق غداً. وسيتم الوقوف عند الجهود التي بذلت حتى الآن لإنهاء الشغور في منصب رئاسة الجمهورية.
وترافقت هذه المعطيات مع معلومات تفيد بأن اللجنة الخماسية التي بدأت إنطلاقتها في نيويورك العام الماضي، واكتملت لاحقاً في باريس، قد استنفدت أغراضها، وبالتالي سيجرى عملياً إسترداد الملف الرئاسي اللبناني من فرنسا بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ما يعني تفعيل دور قطر بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية.
بالتزامن، يشارك الرئيس السوري بشار الاسد غداً في القمة، فيجلس في مقعد سوريا في جامعة الدول العربية الشاغر منذ 12 عاماً. ورافقت عودة الأسد تمنيات بأن تكون هذه العودة ميمونة لملايين النازحين. لكن هذه التمنيات سرعان ما تهاوت قبل ان تحط طائرة الاسد غداً في مطار جدة.
أما لبنان، الذي سيمثله في القمة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، فلم يتضح كيف ستكون مقاربته لقضية النازحين السوريين، وسط مؤشرات لاحت عن اولوية الجانب الرسمي اللبناني، وهي عودة العلاقات الى طبيعتها مع نظام الاسد، وليس كيف يعيد الاخير اكثر من مليونيّ نازح في لبنان الى ديارهم، بعدما تحولوا الى أزمة متفجرة تضع لبنان على شفير أزمة انسانية ومعيشية وديموغرافية لا سابق لها.
وأوضح موقف عن رفض النظام السوري تقييده بالتزامات عودة النازحين الى ديارهم، جاء على لسان وزير خارجيته فيصل المقداد على هامش اجتماع تحضيري للقمة عقده وزارء خارجية الدول العربية امس في جدة. فرداً على سؤال عن “شروط لإعادة الإعمار وعودة اللاجئين”، قال المقداد: “نحن لم نقم بالاستجداء، ولن نقوم بذلك (…)، وقمنا بحرب ضد الإرهاب. ومن أراد المساعدة أهلاً وسهلاً”، رافضاً الكلام عن “شروط”.
ورداً على سؤال آخر، قال إن الأسد “سيأتي لحضور هذه القمة، إن شاء الله”.
وحضرت أزمة اللاجئين في مباحثات جانبية أجراها المقداد مع نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب. وقال المقداد، وفق تصريحات نقلتها وكالة “سانا” السورية الرسمية: “أكدنا أن اللاجئين السوريين يجب أن يعودوا إلى وطنهم وهذه العودة تحتاج إلى إمكانيات”.
ويعيش نحو 5,5 ملايين لاجئ سوري مسجلين، في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر، وفق الأمم المتحدة.
وتقول كبيرة محللي شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية آنا جاكوبس لوكالة (ا ف ب) انه “من المهم أن نتذكّر أن عودة الأسد إلى الجامعة العربية، إجراء رمزي لبدء عملية إنهاء عزلته الإقليمية”.
وتتابع: “من نواح كثيرة، هي بداية التطبيع السياسي، ولكن سيكون من المهم مراقبة هل سيترافق ذلك مع تطبيع اقتصادي، لا سيما من جانب الدول العربية الخليجية؟”.