التسريبات عن حصول تقدم بين قوى المعارضة، وعن إقتراب الإتفاق على مرشح واحد، هو الوزير السابق جهاد أزعور، قد تحمل مؤشرًا إيجابياً، ولكنه طبعاً غير كافياً، لأن الأحزاب المسيحية الرئيسية لم تعلن إلتزامها بتأييد أزعور. والقوات مازالت تنتظر الكلمة النهائية والحاسمة من رئيس التيار العوني، الذي مازال يدرس حسابات الربح والخسارة قبل إتخاذ القرار النهائي.
ردة فعل الثنائي على ترشيح أزعور كانت مفاجئة، وخارج إطار الدعوات التي أطلقها مسؤولون في الحزب للمعارضة بتسمية مرشحهم والنزول إلى مجلس النواب لخوض الإنتخابات بمعركة ديموقراطية.
ما ورد في خطابات الأمس من رفض مبطن لمبدأ المنافسة الديموقراطية في الإنتخابات الرئاسية، والقول مجدداً أن فرنجية رئيساً أو ليبقى الشغور أشهراً طويلة، يعني بشكل واضح أن الحزب يتمسك بفرض رئيس المردة رئيساً مهما كانت الظروف، ومهما بلغت المعارضة المسيحية له، الأمر الذى يُعيدنا إلى الإشكالية الميثاقية التي تعترض مرشح المعارضة، بغض النظر عمن يكون، جهاد أزعور أو غيره.
في ظل هذا الوضع المعقّد، والذي تحيط به الكثير من التناقضات، يبدو الإستحقاق الرئاسي التائه في خضم الخلافات الداخلية الصعبة، أنه بحاجة إلى تفاهمات خارجية قادرة على تفكيك العقد المحلية، و«تمرير» الإنتخابات الرئاسية، ولو عبر ««الروح القدس»، الذي يحمل كلمة السر باسم الرئيس المدعوم من عواصم القرار المهتمة بالمأساة اللبنانية.
فهل سيدفع عجز المنظومة السياسية الخارج إلى التدخل لإنقاذ هذا الشعب المنكوب من مهاوي الإنهيارات الجهنمية المتلاحقة؟