ضمن الحلقة المفرغة التي صاغتها المكابرات الداخلية، يدور حراك البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، الهادف إلى التعجيل بانتخاب رئيس الجمهورية، وقد أوفد بالأمس، راعي أبرشية بيروت للطائفة المارونية المطران بولس عبد الساتر وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للطائفة المارونية مارون العمار إلى عين التينة، حيث التقيا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وإلى كليمنصو حيث التقيا رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط.
الجمهورية
وقد لخّص المطران عمار جوّ اللقاء مع الرئيس بري بأنّه جيّد، فيما كشفت بعض المصادر لـ»الجمهورية»، انّ جو اللقاء اتسم بالصراحة والود المتبادل، وهو ما يؤكّد تجاوز الالتباسات التي اُثيرت حول مواقف البطريرك من رئيس المجلس. وخلال اللقاء عكس المطرانان الحاجة الملحّة إلى تجاوز الأزمة الرئاسية، وان يمارس المجلس النيابي دوره في التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية، وتجنّبا الدخول في مفاضلة بين اسماء المرشحين، او إبراز موقف بكركي وكأنّها تزكّي أياً منهم على حساب الآخر، فالمهم بالنسبة اليها هو انتخاب رئيس للجمهورية. فيما اكّد الرئيس بري على ما مفاده، «انّ انتخاب رئيس الجمهورية يجب ان يحصل، ولا يجوز استمرار هذا الوضع». وقد عرض للجهود التي بذلها منذ ما قبل الدخول في الفراغ الرئاسي، والمبادرات التي أطلقها لتجنّب هذا الفراغ والدخول في حوار للتوافق بين مختلف الفرقاء على انتخاب رئيس للجمهورية، لافتاً إلى انّ «الاطراف المعنية لو تجاوبت وتحاورت في ما بينها، لكنّا انتخبنا رئيساً للجمهورية قبل اربعة او خمسة اشهر». وفي معرض كلامه كرّر بري التمّسك «بدعم ترشيح الوزير فرنجية الذي لا يشكّل تحدّياً لأحد».
فيما جاء جاء في “الأخبار”:
تقول مصادر الثنائي الداعم لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية إن «الجلسة قائمة»، أكدت أن لها الحق في استخدام حق تعطيل الجلسة وفرط النصاب لمنع وصول الوزير السابق جهاد أزعور، مشيرة إلى أن «المعركة معركة نقاط لا معركة انتخاب». ونقلَ زوار بري عنه أمس أنه أبدى «أسفاً كبيراً لتحويل الأزمة الرئاسية إلى أزمة طائفية وهي ليست كذلك». وعن اللقاء الذي جمعه ورئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، موفديْن من البطريرك الراعي، قالت مصادر عين التينة لـ”الأخبار” إن «المطرانين نقلا رسالة من الراعي تؤكد ضرورة الحوار بين الجميع مع التشديد على عدم الاصطدام بالتوافق المسيحي»، وأن بري أكّد أن «الثنائي سيصوّت لفرنجية في الجلسة المقبلة، ولتأخد اللعبة الديمقراطية مداها، وعبّر عن استياء كبير من اللغة الطائفية التي يستخدمها البعض لمآرب شخصية سياسية».