ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس ختام سينودس الكنيسة المارونية، لمناسبة مرور 15 سنة على انطلاق أعمال المؤسسة المارونية للانتشار في لبنان وبلدان الانتشار، اليوم السبت في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي.
وفي العظة، أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أنّه “أمام الواقع السياسي الشاذ الذي يمر فيه لبنان، بحيث تتهدم مؤسساته الدستورية، ويفقر الشعب ويهجر إلى بلدان أخرى يلجأ إليها حاملا جراحه، ترى الكنيسة نفسها مصابة في صميم فؤادها وإيمانها بابن الله الذي بتجسده والفداء صار قريبا من كل إنسان، فلا يحق لنا كأساقفة أن نصمت عن المظالم، بل علينا أن نتسلح بالجرأة، ونعطي صوتا لمن لا صوت لهم، ونعيد دائما صرخة الإنجيل في الدفاع عن المستضعفين في هذا العالم والمهددين والمحتقرين والمحرومين من حقوقهم الإنسانية”.
واستكمل، “إننا كرعاة للكنيسة مؤتمنون على الشريعة الإلهية الأخلاقية، لكي نحكم في صلاح الأفعال البشرية وشرها، بما فيها تلك السياسية، في ضوء هذه الشريعة (البابا يوحنا بولس الثاني: إنجيل الحياة؛ فادي الإنسان، 12), وفيما شعبنا يعيش مأساته الاقتصادية والمالية والمعيشية والاجتماعية، جاءت جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الأربعاء الماضي بكيفية إيقافها عن مجراها الدستوري والديمقراطي، لتزيده وتزيدنا ألما معنويا، وتجرحنا في كرامتنا الوطنية، وتخجلنا بوصمة عار على جبيننا أمام الرأي العام العالمي، لا سيما والجميع يتطلعون إلى لبنان بأمل انتخاب الرئيس، لكي يتمكن من الخروج من أزماته”.
وختم الراعي، “من جهتنا لا نفضل أحدًا على أحدٍ، بل نأمل أن يأتينا رئيس يكون على مستوى التحديات وأولها بناء الوحدة الداخلية، وإحياء المؤسسات الدستورية، والمباشرة بالإصلاحات المطلوبة والملحة، فإنا نجدد مع أبناء أبرشياتنا، إكليروسا وعلمانيين، ثقتنا بالمسيح الرب القادر على خلاصنا”.