لا يزال الجمود الرئاسي مهيمناً على الساحة السياسية حتى قبل عطلة عيد الأضحى المبارك، خصوصاً بعد زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لبنان واستماعه الى الفرقاء السياسيين، فيما لم يسجّل أي خرق في الملف الرئاسي بعد الزيارة.
وسُجل موقفٌ لوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب الممتنع عن التصويت لكشف مصير المفقودين في سوريا، ضارباً بعرض الحائط سياسة لبنان الخارجية، ومعاناة أهالي المفقودين وأوجاعهم وخوفهم على مصير أبنائهم، ليتلقى بعدها الصفعة تلو الأخرى.
بوحبيب حاول تبرير موقفه بأنّه مستعد للتعاون مع الآلية التي سيقرّها بيان الأمم المتحدة، معتبراً أنّ الأمور بحاجة الى هدوء، ومؤكداً في حديث تلفزيوني أن وجود مليونَي لاجئ سوري يهدد لبنان، فيما قضية المفقودين سيتم بحثها في المستقبل مع سوريا.
كلمة لبنان في الأمم المتحدة
وخلال جلسة التصويت، ألقت المندوبة الدائمة بالوكالة في بعثة لبنان الدائمة في الأمم المتحدة المستشارة جان مراد كلمة لبنان، أكدت فيها ان لبنان امتنع عن التصويت على هذه الآلية التي لم يتضح من خلال مشروع القرار هذا ماهيتها والإطار المرجعي لها.
ورأت مراد انه ما من آلية أممية للبحث عن المفقودين تنجح من دون أن تتحول إلى هيئة وطنية بالتعاون والحوار والتشاور والتنسيق الوثيق مع الحكومة السورية وتحت مظلة ومراقبة الامم المتحدة، كما وانه لا يمكن مقاربة ملف المفقودين في سوريا لا سيما المفقودون جراء النزاعات التي انطلقت عام 2011 بمعزل عن ملف اللاجئين السوريين وبصورة منفصلة عن حتمية عودتهم.
هجوم كبير على بوحبيب
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رأى بدوره أنه “لأمر مخزٍ جدّاً أن تمتنعَ الحكومة اللبنانيّة عن التّصويت على قرار الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، ومن غير المفهوم الدّافع الّذي منع السّلطة اللبنانيّة من تأييد هكذا قرار، وهو الذي يشمل العمل على كشف مصير سيادة المطرانَين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي والصحافي اللبناني سمير كسّاب”.
وتابع جعجع: “إنّ خطوةَ الحكومة تُشكّل وصمة عار لكونها تناقض شرعة حقوق الإنسان الّذي يُعدّ لبنان أحد أبرز المُساهمين في إرسائها. بئس هكذا حكومة وسخطاً على هكذا ديبلوماسيّة”.
وليس جعجع وحده من هاجم بوحبيب، إذ سبقته مواقف عدة أكّدت الخطأ الذي ارتكبه بوحبيب بحق لبنان وبحق المفقودين وأهلهم، فالنائب الياس حنكش سأل “هل تذكرُ الحكومة المعتقلين والمفقودين اللّبنانيّين في السّجون السوريّة؟ وهل تعرف أنّ عائلاتهم تنتظرُ أي خبرٍ عنهم؟ هل يذكرُ الوزير أنّ رفيقَه سابقاً بطرس خوند مُعتقل أيضاً؟ من لبنان شارل مالك ودوره بإرساء شرعة حقوق الإنسان إلى بئس الإمتناع عن حماية أدنى حقوق أي إنسان بكشف مصيره… هُزلت!”.