أين أصحاب الودائع اليوم مما يحصل من استمرار سرقة الحقوق وتصفية الودائع بطرق غير قانونية؟ لماذا أنتم صامتون عن حقوقكم وعن التجاوزات الخطيرة التي تحصل كل يوم في المصارف؟ أين الزعماء والمسؤولون، الا يهتمون بالمستقبل الاقتصادي للبلد؟ الا يدركون انّ استمرار الوضع على ما هو عليه يؤسس لتداعيات خطيرة على الاقتصاد اللبناني؟
ونذكّر بما عرضه النائب نعمة افرام في رؤيته الاقتصادية، والتي شدّدت على انّ إعادة الثقة وإنقاذ الاقتصاد تبدأ بإعادة الودائع للمودعين، لماذا لم يدعمه احد في هذا الطرح، إن كان من النواب الآخرين او جمعيات المودعين؟ ولماذا لم يعلّق احد على هذا الطرح المهم؟
ونتوجّه ايضاً الى من ليس له ودائع عالقة في المصارف، فهل تعتقد انّ موضوع الودائع لا يمسّك مباشرة؟ وهل تعتقد انّ لبنان يمكن أن يزدهر اذا لم تتمّ إعادة الودائع الى اصحابها؟ فاذا كنت غنياً او فقيراً، انّ مستقبلك ومستقبل اولادك في هذا البلد مرتبط بإعادة الودائع لأصحابها.
ولأصحاب الودائع، لماذا أنتم في صمت مطبق، هل اختفيتم، هل نجحوا في إقناعكم بالاكتفاء بالقليل، هل نجحوا في جعلكم تشحذون القليل فيما حقوقكم واضحة في الحصول على ما تبقّى من ودائعكم كاملة؟ وكيف أقنعوكم بأن توقّعوا تعهدات وتنازلات في مقابل الحصول على اموالكم التي إئتمنتم المصرف عليها؟ هذا مخالف للقانون، فكيف أضع مالي في مصرف وبعدها يفاوضني المصرف في سبيل الحصول على اموالي، فعندما وضعت اموالي لم يخبرني بهذه الشروط، وبالتالي اي تفاوض لاحق هو غير قانوني وسرقة واضحة. لا ترضخوا لهم ولا توقّعوا اي تنازلات تتضمن إبراء ذمّة المصرف او رفع السرّية المصرفية او القبول بأي نوع من الهيركات، الخ…
انّ حقوقكم واضحة وثابتة ولا تقبل التأويل، فاذهبوا إلى زعمائكم ومَن انتخبتموهم وطالبوهم باسترداد اموالكم، واسألوهم لماذا يسكتون على سرقة المصارف لكم، وماذا سيفعلون لإعادة الحقوق اليكم؟
ارفعوا الصوت عالياً لعدم التفريط بجنى أعماركم، ولا تقبلوا أن تتحوّلوا شحاذين على أبواب المصارف. فأصحاب المصارف اغتنوا فيما انتم تفتقرون، ويعيشون حياة بذخ ورفاهية فيما انتم تحرمون انفسكم واولادكم من الأساسيات، هم زادوا ثرواتهم اليوم على حساب جنى أعماركم. في لبنان يغتني اصحاب المصارف ويفتقر الشعب والمحاسبة غائبة، فلا تسكتوا عن هذه الفضيحة لأنّه «حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهّم أهل الباطل انّهم على حق».
ونعود ونكرّر، طالبوا بالشفافية المطلقة والبيانات المفتوحة، كي تعرفوا حقوقكم، طالبوا بالشفافية كي لا يستمروا في سرقتكم وانتم لا تعرفون كيف تتمّ سرقتكم، طالبوا بالشفافية لكي لا يقنعوكم بأكاذيب تبرّر سرقاتهم، فالشفافية تحرّركم وتنقلكم من العتمة إلى النور.