بشكل دراماتيكي ننزلق الى قعر مسرح الجريمة، وسط هستيريا شبه جماعية تتسبب بفوضى على مستوى المناطق كافة لتنذر بما هو أسوأ، بعدما شهدنا ونشهد تقريبا بمعدل يومي على جرائم لم يسبق لها مثيل، لتؤكد مرة جديدة على الانهيار الأخلاقي للبعض واستسهال ارتكاب الجريمة، وكأننا في مساحة مفتوحة على القتل والحوادث الأمنية ضمن الاحياء المهددة بالانفجار الاجتماعي.
Advertisement
فهل سمعتم في السابق عن شخص طعن سيدة ودهسها عمدا أكثر من مرة حتى ماتت؟ نعم، هذا ما حصل حقيقة قبل شهر تقريبا عندما هزت جريمة قتل مروعة بلدة بسابا في قضاء الشوف، بعدما قام طليق السيدة راجية العاكوم بطعنها أولا بالسكين، وذلك على مرأى من اولادهما الذين كانوا داخل السيارة، لتفر منه وهي مضرجة بدمائها، حتى قام باللحاق بها وعمد الى دهسها أكثر من مرة حتى قتلها.
عين عنوب
وهل سمعتم مؤخرا في لبنان عن جريمة قتل نفذها قاتل مأجور؟ نعم، ففي 20 حزيران، شهدت عين عنوب على جريمة مروعة بعدما وُجد أنور التيماني مقتولا داخل سيارته بعد اصابته بطلقتين في رأسه. ونظرا لغموض الجريمة ومكان تنفيذها، تبين لاحقا انّ الذي ارتكب الجريمة هو قاتل مأجور. وبعد القاء القبض عليه اعترف بتنفيذ الجريمة بطلب من مواطن لبناني يعيش في الامارات، الذي عرض عليه مبلغا ماليا وذهبا، وأعطاه مسدسا حربيا لتنفيذ الجريمة.
وفي منطقة بر الياس البقاعية، وأثناء خروج المصلين من أحد الجوامع، تعرضوا لاطلاق نار ما أدى الى مقتل المواطن علي شلبي.
القرنة السوداء
وقبلها القرنة السوداء وأطراف مخيم برج البراجنة، وغيرها من المناطق التي شهدت على جرائم قتل بالجملة. وأيضا جزين، التي استفاق أهلها في 8 حزيران على خبر مفجع حيث أطلق رجل أمن النار على زوجته وحماته فارداهما على الفور ثم قتل نفسه، في حضور اطفالهما الذين كانوا يتواجدون في المنزل أثناء وقوع الجريمة، التي اعتبرها مقربون من العائلة انّها نتيجة الظروف المعيشية القاسية جدا التي تمر بها الاسرة.
تحرش واغتصاب
أمّا لين طالب طفلة الست سنوات، التي لا حول لها كان ولا قوة، لتواجه مغتصبا شريرا، اعتدى عليها واغتصبها، ما أدى الى تعرضها لنزيف قوي ودخولها في غيبوبة لتفارق بعدها الحياة. جريمة لم تشفع لفتاتين في منطقة شتورة أن تسلما من قبضة مغتصب همجي اخر، حيث قام سائق “توك توك” بالتحرش بهما، ليقوم بعدها برمي اول فتاة في سهل تعنايل وتبلغ من العمر 8 سنوات، ويغتصب الفتاة الثانية البالغة 13 عاما.
هذا ليس سوى غيض من فيض ما نسمع عنه، وما خفي كان أعظم، وخصوصا بما يتعلق بجرائم الاغتصاب، التي تبقى أحيانا قيد الكتمان خوفا من الفضيحة.
انفجار اجتماعي
ويبقى السؤال، ما كل هذه البشاعة؟ وهل وصلنا الى الانفجار الاجتماعي، أمّ أنّ اعتبارات أخلاقية وسياسية واقتصادية وذكورية تكمن خلف هذه الفوضى المميتة، التي تجعل الدماء تسيل. ومَن المحرض؟أهي النفوس التي تغيرت فاستسهلت الجريمة، أمّ الظروف التي يتلطى خلفها المجرمون؟ وتبقى الحقيقية الوحيدة انّ اللبنانيين اليوم باتوا لا يشعرون بالأمان في زمن كثرت فيه الجريمة، وتركت الأوضاع التي نعيشها اثارا سلبية كبيرة على نفوس البعض منّا.. فإلى متى؟