القى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب كلمة في المجلس العاشورائي الذي اقيم في حسينية بلدة السكسكية، بحضور حشد من علماء الدين والشخصيات والفاعليات التربوية والاجتماعية ومواطنين.
وقال الخطيب: “ان النافذين في الأمة ، الذين يعرفون الحق، هؤلاء هم الذين يتحملون أكبر المسؤولية في المجتمع لو أنهم ضحوا قليلاً لم يبيعوا دينهم ولم يبيعوا آخرتهم، لم يبيعوا ضمائرهم، هؤلاء حينئذٍ لو قاموا بوظيفتهم المجتمع يبقى بألف خير، الدين يبقى بألف خير وينعم المجتمع بالإستقرار ونعمة الإيمان وكل ما يعتقده الإنسان يقوم به بشكل جدي وبأمانة ولكن حينما يبيع دينه ويبدله بدين السلطان. وبدل أن يكون عاملاً عند الله وعند الناس يصبح عاملاً وعبداً لهذا السلطان وعبداً لهذا الحاكم. هنا المثقفون، المتعلمون، العلماء، الخطباء، هم الذين يوجهون ويصنعون الرأي العام”.
واضاف: “الإعلام اليوم مشكلتنا، اليوم الإعلام في أغلبه هو ضدنا، هو يروج للفساد، يروج للفاسدين في البلد في المقابل نحن لسنا خالي الوفاض، نحن لدينا مخزون من القيم. ما يحصل اليوم من هجمة على قيمنا، على قيم مجتمعنا، على أخلاق مجتمعنا، يراد تفسيق هذا المجتمع وضربه وضرب البنية الأساسية فيه التي هي مركز القوة لدينا الأسرة، حينما يذهبون الى محاولة نشر الفساد في الاسرة، وإشاعة الفحشاء والفساد والى محاولة جعلها أمراً طبيعياً ومشروعاً وتزيينها للناس كما في الشذوذ الجنسي حينما يقولون بأن هذا أمر طبيعي وليس أمراً مرضياً وينبغي إفساح المجال لهم في المجتمع وتشريع ذلك في المجلس النيابي”.
وتابع: “هناك 9 نواب تقدّموا من المجلس النيابي من أجل تشريع الشذوذ الجنسي في المجتمع، هذا ينبغي أن يلاقي منا جميعاً موقفاً حاداً ولا ينبغي ان ننتظر على مقاعدنا وأن نقول أن مجلس النواب وحده يستطيع ان يرد هذه المسألة، هناك ضغوط خارجية وداخلية من اجل تشريع الفساد الأخلاقي في المجتمع، غداً سيقولون لابنك: لا يوجد ذكر وأنثى لا اب ولا ام”.
واردف: “انظروا الى هذه المحاولات للتحويل الكامل للمجتمع والتغيير الكامل للمفاهيم لتفكيكه بشكل كامل ماذا سيؤدي؟ سيؤدي الى ان هذه الوحدة داخل الاسرة وداخل المجتمع التي بها استطعنا أن نقف على أرجلنا رغم محدودية القدرات ولكن بهذه القدرات المحدودة رغم كل الدعايات التي وُجهت ضدنا في كل الحروب التي وجهت الى ثقافتنا والى الرأي العام لتوجيهه للإنقلاب على نفسه وللانقلاب على المقاومة وعلى مفاهيمه وعاداته وتقاليده، هؤلاء يأتون على نقطة القوة هذه لضربها ولأخذها من أيدينا، واذا استطاعوا أن يصلوا الى هنا سينتهي المجتمع وسيتحللل وسيقودوننا كما يشاؤون وكما يريدون”.
وقال: “إذاً هذا الموضوع خطير، فإما أن نبقى وإما ألا نبقى، أنتم الذين وقفتم في وجه أعظم عدوان وجيش في الشرق الأوسط يدعمه العالم كله، وقفتم في مواجهة العدو الإسرائيلي واستطعتم هزيمته وتحرير أرضكم والآن أنتم تقفون في وجهه، ليس بالضرورة فقط العسكري الذي يقف على الحدود والمقاوم الذي يحمل السلاح هو الذي يقاتل فأنتم أيضاً تقاتلون حينما تحتضنونه وحينما تؤيدونه وحينما لا تسمحون بضربه وحينما لا تسمحون للأبواق المرتبطة بالخارج التي تعمل للعدو الإسرائيلي حينما لا تسمحون لهم بضربه وبتشويهه حينما تحتضونه أنتم تقاومون أيضا”.
وختم الخطيب، “هذه مرحلة مصيرية من المواجهة مع العدو الذي انحدر بهذه المفاهيم والأخلاق حتى وصل الى هذا المحل الذي أصبحت فيه قيم مجتمعنا مهددة، لا نريد أن نكون كهذا المجتمع الذي ليس له عمق في التاريخ وفي الفكر، التاريخ والفكر هما في منطقتنا هنا، هنا اول انسان وُجد، هنا الحضارات وجدت في بلادنا وهنا المقاومة وجدت، وهنا الفكر وجد، نحن لنا هذا التاريخ الغني، ولنا هذه الثقافة الغنية، ولنا هذا المجد، لنا هذا العمق في التاريخ وفي الفكر فلا يجوز لنا وليس هناك لنا من عذر في ان نخسر هذه المعركة مهما يمتلكه هذا العدو من قوة وأدوات إعلامية ومادية وحصار، هو يمتلك الكثير ولكننا نمتلك الشيء الأقوى والأفضل نحن نتملك الحق والحق هو الله، ومن كان مع الله كان الله معه”.