على صعيد مخيم عين الحلوة، فقد تلاحقت الاشتباكات فيه بين حركة «فتح» وبعض المجموعات الاسلامية المتطرفة، وسقطت اكثر من محاولة لوقف إطلاق النار في ظلّ استمرار المساعي والاتصالات على مستويات مختلفة لبنانية وفلسطينية منعاً لتمدّد هذه الاشتباكات الى محيط المخيم، حيث ينتشر الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية، الى أن تمّ الاتفاق على وقف جديد لاطلاق النار بدأ سريانه مساء امس، ولكنه تعرّض لانتكاسات عدة.
وقد دخل الى المخيم مساء وفد من «هيئة العمل الفلسطيني المشترك» في لبنان، برفقة ممثل حركة «أمل» المهندس بسام كجك وممثل «التنظيم الشعبي الناصري» أبو جمال عيسى. وانقسم الوفد إلى قسمين الاول دخل إلى منطقة البركسات، والتقى مع قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، وفي منطقة صيدا العميد ابو اياد شعلان وقائد القوة المشتركة اللواء محمود العجوري والقادة الميدانيين. والثاني اتجّه إلى الشارع التحتاني والتقى القوى الإسلامية في عين الحلوة حيث جرى التأكيد على وقف اطلاق النار ترجمة لاجتماع الهيئة في مقر سفارة فلسطين.
ولفت عضو القيادة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية غسان أيوب إلى أنّ «النيات ايجابية»، وقال: «هناك تطبيق لوقف إطلاق النار داخل مخيم عين الحلوة بنسبة 99 في المئة، بعد دخول وفد من هيئة العمل الفلسطيني المشترك برئاسة فتحي أبو العردات من أجل تنفيذ الاتفاق».
وتحدث عن «قرار السفير الفلسطيني أشرف دبور وقيادة الأمن الوطني الفلسطيني التي دعت عناصرها كافة إلى التزام وقف إطلاق النار، وصولاً إلى تثبيته بشكل نهائي». وأشار إلى أنّ «هناك وفداً يتواصل مع القوى الإسلامية لتتواصل بدورها مع الطرف الآخر في النزاع، والتزامه وقف إطلاق النار».
وأكّد أنّ «الأولوية الآن لتثبيت هذا القرار وتأمين عودة آمنة لشعبنا إلى المخيم، بعد أن كان نزح إلى صيدا». وأعلن أنّ «التحقيقات مستمرة وكل من يثبت تورطه في هذه الجريمة يجب تسليمه إلى القضاء اللبناني».
وتعليقاً على أحداث مخيم عين الحلوة قالت مصادر سياسية وديبلوماسية فلسطينية لـ«الجمهورية» إنّ ما جرى في المخيم هو «محاولة فاشلة قامت بها مجموعات من المسلحين التكفيريين لوضع اليد على المخيم».
ولفتت، أنّ اغتيال مسؤول الأمن الفلسطيني اللواء ابو أشرف العرموشي ورفاقه شكّل «مجزرة حقيقية» الهدف منها سيطرة هذه المجموعات المتطرّفة على المخيم الذي كانت دخلت اليه في الفترة الاخيرة، بدليل أنّ الهجمات التي تعرّضت لها مراكز حركة «فتح» في المخيم انطلقت لحظة اغتيال العرموشي، بعدما اعتقد المهاجمون انّ مثل هذه العملية الغادرة ستكون سهلة قبل ان يثبت لديهم انّها صعبة جداً. فالقوة الفلسطينية المشتركة المكلّفة أمن المخيم تعتبر نفسها مسؤولة ليس عن أمن سكانه فحسب انما هدفها الحفاظ على أمن محيطه اللبناني كما الفلسطيني.
وانتهت هذه المصادر لتسأل: هل في إمكان أهالي صيدا ومغدوشة والمنطقة المواجهة للمخيم أن ترى أعلام «داعش» والمجموعات المتشدّدة على أسطح المنازل؟