صدر عن النائب نعمة افرام البيان التالي:
“ما جرى من أمر خطير في الكحالة بالأمس، وقبله في عين ابل وغيره من أحداث أمنيّة مؤسفة ومرفوضة على امتداد الأرض اللبنانيّة، في ظلّ انهيار كارثيّ اقتصاديّ واجتماعيّ ووسط أزمة استعصاء رئاسيّة مترافقة مع انسداد وعجز سياسيّ مطلق، هو ترجمة مأساويّة للخروج عن مفهوم الدولة وللتحلّل الذي أصاب بنيتها في الصميم على كافة مستوياتها وعلى امتداد مؤسّساتها وأجهزتها.
الخطر كيانيّ على وطننا، ولم تعد تنفع عبارات الاستهجان والشجب كما المناشدات.
الواقع الذي نحن فيه من تسيّب وتفلّت وترهيب وتغييب لسلطة وسيادة الدولة لم يعد ممكناً القبول به ولا يمكن الاستمرار عليه. وليس بسيطاً ذلك التحوّل العميق الحاصل في وجدان الجماعات اللبنانيّة في الانكفاء بدل الانفتاح على الآخر، بسبب القهر أو فقدان الأمل.
لقد بتنا جميعاً أمام امتحان التاريخ، واللحظة مفصليّة، ولم يعد مجدياً الترقيع ولا تدوير الزوايا. ولأنّ الانزلاق نحو الفتن ليس هو الحلّ، فتعالوا إلى وقفة سواء، مع بعض نضمّد جراحاتنا المثخنة من خلال محطّة الرئاسة أولاً وفوراً، فنعيد الانتظام إلى عمل المؤسّسات الدستوريّة ونعمل على إعادة بناء أجهزة الدولة، ثمّ نضع أوراقنا مكشوفة بصراحة وجرأة لنتوافق على مستقبل إدارة تنوّعنا بأفضل المقاربات الممكنة.
خارج هذا الخيار الأسلم، ستفرض علينا التداعيات الساخنة والمتغيّرات على الأرض مع ترجماتها، واقعاً هجيناً يُفقد لبنان مبرّر وجوده، ويُوقعنا في المآسي المرسومة بالدم والتي لطالما عرفها تاريخنا.
بوسطة عين الرمانة العام 1975 لا تزال في البال والبارحة شاحنة الكحالة – لا سمح الله -، ألم يحن الوقت لنتعلّم الدروس ونستخلص العبر؟!”