رغم مرور أكثر من أسبوع على دعوة مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان الهيئات الناخبة إلى انتخاب مجلس شرعي إسلامي أعلى جديد، إلا أنّ أي ترشيح لم يُقدّم بعد إلى مديريّة الأوقاف الإسلاميّة، علماً أنّ الماكينات الانتخابيّة في بيروت والمناطق دارت جدياً وبات البحث في التحالفات والأسماء حديث الساعة في صالونات القوى السياسية السنيّة.
ومن الواضح أن «أم المعارك» ستكون في بيروت تحديداً وتنسحب على بقية المناطق، بين لائحة يدعمها الرئيس فؤاد السنيورة وحلفاؤه في مواجهة أخرى تضمّ كلّ خصوم رئيس الحكومة السابق، يتقدمهم تيار المستقبل، إلى جانب شخصيات سياسية ودينيّة وقضائيّة.
ويُدرك «المستقبليون» جيّداً حساسيّة معركة انتخابات «الشرعي» الجديد، إذ أنه سيكون من ضمن الهيئة الناخبة التي ستختار مفتياً جديداً خلفاً لدريان عام 2025. لذلك، يطمح التيار الى إعاد الامساك بالشارع السني عبر ضرب السنيورة وحلفائه في المقام الأول، وهذا ما دفع «الجناحين المتخاصمين» داخل التيار إلى رص الصفوف. ويندرج في هذا السياق اجتماع ضم أول من أمس الأمين العام للتيار أحمد الحريري ورئيس جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية أحمد هاشميّة، وكانت انتخابات «الشرعي» البند الوحيد فيه بحسب ما علمت «الأخبار».
ad
بدأ تيار المستقبل رص صفوفه استعداداً لمعركة إطاحة السنيورة
مع ذلك، لن يخوض «التيار الأزرق» معركته علناً، بل سيكون داعماً لـ«مجموعة نوعيّة من النخبة السنيّة تكون فيها الأولوية للكفاءة على الانتماء السياسيّ» بحسب مصادر مطلعة.
في المقابل، تشير مصادر متابعة إلى أن السنيورة يضع اللمسات الأخيرة على لائحته، لكنّه يفضل عدم الإعلان عنها باكراً في انتظار «اتضاح قواعد اللعبة». ويتردّد أنّه سيكون هناك تحالف من تحت الطاولة بين السنيورة ورئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ محمّد عسّاف والمستشار القاضي عبد الرحمن الحلو، بعدما وعدهما بتجيير «مفاتيحه» في السعوديّة وقطر والإمارات لمصلحة الأول في معركة الإفتاء، والثاني في مساعيه للحلول محل عساف في رئاسة المحاكم. كما يعمل رئيس الحكومة السابق على خرق بعض المجموعات الإسلاميّة للتحالف معها.
بحسب المصادر، تشدّد أوساط دريان على أنه لن يتدخّل في هذه المعركة، لكنه سيحتفظ لنفسه، كما جرت العادة، بحق «الفيتو» على بعض الأسماء المستفزّة من اللائحتين.