الحفر السياسي لإنتخاب رئيس للجمهورية متعثر

في موازاة انطلاق الحفر النفطي والغازي في عرض البحر، لا يزال الحفر السياسي لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد متعثراً تحت وطأة الانقسام العمودي السائد حول هذا الاستحقاق الدستوري، مشفوعاً بمحاولات بعض القوى السياسية تعطيل مهمّة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في جولتها الثالثة، قبل عودته المقرّرة الى لبنان الشهر المقبل، حيث انّ هذه القوى بدأت تخشى من ان تكون موازين القوى بدأت تميل لغير مصلحتها ومصلحة مرشحها او مرشحيها الرئاسيين، خصوصاً بعد عودة الحرارة القوية إلى الاتفاق السعودي ـ الإيراني، في ضوء زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبداللهيان الأخيرة للسعودية، وزيارة الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي المقرّرة للرياض، وكذلك إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبوله دعوة طهران لزيارتها وسيلبيها في الوقت المناسب.

وقالت مصادر نيابية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ قوى المعارضة تتوقف طويلاً هذه الأيام عند هذه التطورات السعودية ـ الايرانية، لما يمكن ان تكون لها من تداعيات على لبنان والمنطقة في المديين المنظور والقريب، وكذلك تتبّع ما يمكن ان يحمله لودريان في زيارته المقبلة، وفي ضوء الأجوبة عن الأسئلة التي وجّهها إلى مجموعة الكتل والنواب الذين التقاهم في زيارته الأخيرة، وما زال البعض مستنكفاً عن الإجابة عنها، معترضاً على هذه الخطوة التي أقدم عليها الرجل بتكليف من المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية، ليستولد منها مقاربة تساعد الأفرقاء في انتخاب رئيس جديد. فإذا حصل توافق بينهم سيتمّ الانطلاق إلى إنجاز هذا الاستحقاق، وإذا لم يتوافقوا سيطرح خوض الانتخابات بمنافسة ديموقراطية، مستنداً إلى «وعد» يُقال انّه تلقّاه من رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالدعوة إلى عقد جلسات مفتوحة حتى يتمّ انتخاب الرئيس العتيد.

اترك تعليق