“السيّد” أمام كوادره: متمسكون بفرنجية.. و”عينكم على سوريا والعراق”

يضج الداخل اللبناني بتقييمات مختلفة ومتناقضة حول مصير انتخابات رئاسة الجمهورية. فمن ضمن الأجواء التي يتم ضخها على لسان بعض المسؤولين، أن هناك إمكانية للوصول إلى تفاهم رئاسي في شهر أيلول المقبل، على أن يكون هذا التفاهم مبنياً على كل التطورات الإقليمية والدولية.

معلومتان..
من ضمن هذه الأجواء المتفائلة، هناك من يشير إلى تعليق الأهمية على زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى المملكة العربية السعودية. وهنا تبرز معلومتان يتم التداول بهما في لبنان. الأولى، أن عبد اللهيان توجه إلى السعودية حاملاً رسالة لبنانية، بأن لا رغبة ولا إرادة لدى الثنائي الشيعي باستفزاز السعودية وانتخاب رئيس من دون موافقتها. فيما المعلومات الثانية تشير إلى أن إيران هي التي طلبت من حزب الله وحركة أمل أن لا يتخذا أي خطوة وانتخاب رئيس من دون موافقة السعودية. وهنا تذكّر المصادر المتابعة بكلمة الرئيس نبيه برّي للسفير السعودي قبل أشهر، عندما قال له: لن نذهب إلى أي تسوية من دون السعودية.

ما بين المعلومتين، لا يزال الانتظار هو القائم في لبنان، ولكن مع ضخ المزيد من الأجواء الإيجابية حول اقتراب الوصول إلى تسوية. مصادر أخرى لا تزال تستبعد ذلك، معتبرة أن لا مؤشرات تلوح في الأفق، طالما أن حزب الله يرفض التخلي عن سليمان فرنجية والبحث عن مرشح آخر. لا سيما أن هذه الجهات -وبعضها محسوب على قوى المعارضة- تعتبر أنه لا بد من الإتفاق على شخصية وسطية، لا تتعارض مع غالبية القوى السياسية في الداخل والخارج. بالنظر إلى كل هذه الوقائع، يجمع اللبنانيون على أن الحل في النهاية لا بد أن يأتي من التوصل إلى اتفاق مع الثنائي الشيعي، ولا سيما مع حزب الله.

لقاءات نصرالله
وتفيد مصادر متابعة، إلى أن أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، يعقد لقاءات مع كوادر في حزب الله، هي على غرار اللقاءات التوجيهية التي يعقدها كل فترة. وفي لقاء عقد قبل أيام، شدد نصرالله على ضرورة البقاء بجهوزية كاملة لمواكبة التطورات في المنطقة، من الحدود الجنوبية، إلى سوريا وصولاً إلى العراق.
يتعاطى نصرالله مع كل هذه الملفات من ضمن استراتيجية واحدة عنوانها وحدة الساحات. وحسب ما تنقل المصادر المتابعة، فإن نصرالله ركز على الاهتمام بالوضع في الجنوب، كما متابعة ما يجري في سوريا من تكثيف للضغوط، بالإضافة إلى اعتبار أن وضع العراق دقيق في هذه المرحلة، وسط ممارسة الضغوط الأميركية والقيام باستعراضات عسكرية. ويعتبر الحزب أن العراق هو نقطة جوهرية وأساسية في استراتيجيته، ولا بد له أن يبقى متابعاً عن كثب لأوضاعه وتطوراته.

التمسك بفرنجية.. والانتظار
أما لبنانياً، فتنقل المصادر أن نصرالله أبلغ الكوادر بتمسك الحزب في ترشيح سليمان فرنجية واعتباره من الثوابت. وعليه، فبالنظر إلى مسار الحزب في الداخل، فهو يركز على ضرورة الحوار والتسوية، بالإضافة إلى تسيير الأمور الضرورية في الدولة والمؤسسات. وهذا يقتضي الحاجة إلى كسب المزيد من الوقت طالما أن الأمور غير ناضجة إقليمياً.

يؤشر ذلك إلى أن المسألة لدى حزب الله مرتبطة بتطورات خارجية، في ظل الجمود القائم حالياً، وعدم العمل في سبيل تركيب أي مشروع في الداخل. وهذا يعني أن هناك متطلبات إقليمية غير متوفرة حتى الآن. أو أن هناك ترقباً للاستعدادات والخطوات الأميركية التي تشهدها المنطقة، من بحر الخليج، إلى العراق، وصولاً إلى الحدود السورية والعراقية. ولذلك لا بد من ترقب لهذا المسار بانتظار أن تتضح الصورة. هذا، من دون إغفال وجود بعض العناوين العريضة الإيرانية الأميركية، والإيرانية السعودية، ولكنها حتى الآن غير متبلورة. وبالتالي، هي لا تتيح الآن الدخول في أي مسار على حساب المسار الآخر، طالما أن الأجواء غير ملائمة لفرض أي خيار في الداخل.

اترك تعليق