زار رئيس بلدية تولوز جان لوك مودنغ ومعاونه جان كلود داردوليه والوفد المرافق منطقة دير الاحمر، بدعوة من منطقة البقاع الشمالي في القوّات اللبنانيّة، وفي إطار تنسيق التعاون في القطاعين الطبّي والتربوي بين مقاطعة تولوز الفرنسية ومنطقة دير الأحمر، بحضور راعي ابرشية بعلبك ودير الاحمر للطائفة المارونية المطران حنّا رحمه، والنائب الاسقفي العام المونسينيور بول كيروز، والقيّم العام الابرشي يوحنا مارون الندّاف، وعضو تكتّل “الجمهوريّة القويّة” النائب انطوان حبشي، وعدد من الفعاليات.
وألقى حبشي كلمة أكّد فيها ان “لبنان اليوم هو رهينة، رهينة لدولة غائبة لا تستطيع السيطرة على سيادتها، وذلك بسبب وجود جماعة مسلّحة خارج إطار الشرعية، ومصنّفة دوليًا كمنظمة إرهابية، في دولة لا تملك القدرة المُطلقة على التسلّح”.
وأضاف، “لبنان رهينة أيضًا بسبب وجود طبقة سياسية حليفة لغياب السيادة، ومتحالفة مع تنظيمات مسلّحة مرتبطة بالفساد، والمشكلة لدينا ليست بالفساد، وإنما المشكلة الكبرى هي أن هذا الفساد لا يتبعه نظام قضائي يُحاسب الفاسدين، لذلك عندما يقوم أي شخص باختلاس الأموال يستطيع أن يفلت من كل المسؤولية. وبالتالي يصبح الحكم ثقافة التضليل بدلاً من أن يكون ثقافة الشفافية”.
وتوجّه حبشي في كلمته الى مودنغ قائلًا: “هذا اللبنان المحتجز رهينة يعاني اليوم من مشاكل عدة، المشاكل تورطت فيها الدولة الفرنسية، إذا قلت ما أريد أن أقوله باسم المجتمع، فهذا لأنني أعتبر أنك الصوت المناسب لإيصال محبتنا الى فرنسا، ولكن هذه المحبة هي اليوم مجروحة، وهنا أتحدث عن مشكلة حالية وهي مشكلة الانتخابات الرئاسية، ودائمًا اسمع عندما اكون في الاجتماعات سؤالاً كبيراً، ما هو الحل؟”.
وتابع، “نحن لسنا بحاجة إلى اختراع حل، فنحن لدينا نظام دستوري على غرار النظام الفرنسي يهدف إلى الديمقراطية الجمهورية، والحل ليس مطروحاً على حوار فلسفي يمكن أن ينتهي في دولة مخطوفة السيادة من قبل مجموعة عسكرية غير شرعية تأخذ البلد رهينة، وتستطيع من خلال هذا الحوار الفلسفي أن تلوي ذراع الجميع إما بترغيب الفاسدين في السلطة أو بالترهيب”.
ولفت إلى أن “الحل للانتخابات الرئاسية واضح، يجب ألا نخطف مجلس النواب اللبناني، يجب أن تكون هناك جلسات نيابية متتالية للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، فعندما نفتح دورات متتالية نخلق دينامية خاصة على الساحة اللبنانية. ولكن ما نراه اليوم من تعطيل، هو مُجرّد نتيجة للتحالف الواضح جداً بين الحزب الذي لديه أجندة سياسية تتجاوز الحدود اللبنانية، وأهل السلطة ليكون على حساب الشعب اللبناني كله”.
وأشار حبشي إلى أن “فرنسا منتشرة في كل مكان، ليس فقط فيما يتعلق بمصالح الدولة، بل إنها منتشرة في كل مكان بالنسبة لمبادئ مرسيليا وللثورة الفرنسية اي الحرية والمساواة والأخوة ولذلك فإن ما لا يُقبل في فرنسا لا يمكن أن يُقبل به في لبنان، انطلاقًا من هنا سنسير ضد الاستبداد، وضد انتهاك السيادة، من أجل هذه المبادئ ذاتها وبكل أدوات الديمقراطية، لبنان اليوم هو رهينة بحسب مبادئ وقيم الثورة الفرنسية التي تنقل مبادئ المسيحية لتعطي نظرة عالمية تفضيلية للعالم السياسي، وبالتالي فإن هذه المبادئ هي التي توجه موقعنا السياسي لإعادة بناء الدولة في لبنان”.
وشدّد حبشي في كلمته على أن “مشكلة اخرى كبيرة نعاني منها الا وهي مشكلة اللاجئين السوريين التي لا تريد أوروبا أن تسمع عنها، وتترك بلداً يبلغ عدد سكانه 4 أو 5 ملايين نسمة يستقبل 1.5 مليون لاجئ، أي ما يعادل ثلث عدد اللبنانيين فيه”.
وختم: “إنها مشكلة تبدأ بالتزامن مع تعقيد التركيبة السكانية والاجتماعية اللبنانية، ويمكن أن تصبح مشكلة استراتيجية ليس فقط للبنان ولكن للساحل الغربي للبحر الأبيض المتوسط ايضًا، لأن الأساسي لحماية الغرب كان دائمًا السلام، السلام في الحوض الشرقي للمتوسط المبني على مبادئ دستورية وديمقراطية واضحة”.