من المقرر أن يصل اليوم الى بيروت الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في زيارة تستمر حتى الخميس المقبل، يلتقي خلالها جميع الفرقاء في مجلس النواب. أما خارج المجلس فتشمل مواعيد لودريان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وعُلم ان اجتماعاً سيعقد صباح اليوم في باريس بين الوزير السعودي نزار العلولا والسفير وليد البخاري والموفد لودريان قبل توجه الاخير الى بيروت في وقت لاحق اليوم.
في موازاة ذلك، لم ينعقد اجتماع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء السبت في الهند على هامش اجتماع مجموعة العشرين، كما أعلن سابقاً قصر الإليزيه. ووفق بيان صدر أمس عن الرئاسة الفرنسية، فقد ألغى ماكرون كل الاجتماعات التي كانت مقررة قبل قمة نيودلهي من دون مزيد من التفاصيل.
وبالعودة الى المصادر الواسعة الاطلاع، التي تتابع التطورات السياسية الداخلية، فقالت إن الوضع الداخلي بات في «مرحلة الضغط الخارجي الكبير». ولفتت في هذا السياق الى «ردتي فعل»، هما:
«الأولى، من الرئيس نبيه بري، وقد أتت عن طريق مبادرة رئاسية، لتقول للمجتمع الدولي أن موقف رئيس البرلمان، هو مساعد لإجراء الانتخابات الرئاسية، وليرفع عن كاهله المسؤولية عن تعطيل الاستحقاق الرئاسي أمام هذه الموجة الديبلوماسية الضاغطة.
وردة الفعل الثانية، أتت من «حزب الله»، الذي حاول الظهور بمظهر المسهّل للاستحقاق الرئاسي بطلب ايراني. فبعد لقاء الساعة ونصف الساعة الذي عقده ولي العهد السعودي مع وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان الشهر الماضي في جدة، لم تعد هناك مصلحة ايرانية، وتحديداً من خلال «حزب الله»، للظهور بمظهر المعرقل. فهو من ناحية يظهر اللين في القول إنه يريد حلاً رئاسياً، بينما هو في الواقع مسؤول عن التعطيل بدليل أنه يرفض التراجع عن المرشح الذي يدعمه».
وخلصت الأوساط ذاتها الى القول: «هناك وجهة نظر تفيد أن الثنائي الشيعي بدأ يمهّد فعلاً لمرحلة جديدة، بعدما وصل الى أفق مسدود وأدرك أن الانتخابات الرئاسية بشروطه لم تعد قائمة. وقد بدأ الثنائي عملية تراجع ظهرت في المواقف التي تصدر عنه. وستحسم الأيام القليلة المقبلة أي اتجاه ستسلكه التطورات».
وفي سياق متصل، صرّح نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «لبنان في حاجة ماسة للاستحقاق الرئاسي». بدوره قال رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين إنّ «البلد اليوم في حاجة إلى من يتحمل المسؤولية فعلاً»، وهو ما نقوم به في «حزب الله». أما عضو المجلس المركزي في «الحزب» الشيخ نبيل قاووق، فقال إن «حزب الله لا يوفّر فرصة في السياسة لإيجاد الحل للخروج من الأزمة الرئاسية».