النار تخمد في “عين الحلوة”

أمس دخل اتفاق وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة حيّز الاختبار مجدداً، بعدما تكللت مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري بالنجاح، تتويجاً للاتصالات اللبنانية – الفلسطينية التي بلغت ذروتها في حراك سياسي بمختلف الاتجاهات السياسية والأمنية.

وأكدت مصادر فلسطينية لـ»نداء الوطن»، أنّ أولى خطوات الإتفاق تثبيت وقف إطلاق النار، على أن تعقبه خطوة إخلاء مدارس وكالة «الأونروا»، لتبقى المرحلة الثالثة وهي نقطة الخلاف في آلية التعامل مع قضية المشتبه بهم في جريمة اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي، حيث يتوقع ان تعقد «هيئة العمل المشترك الفلسطيني» اجتماعاً لاستخلاص سيناريوات مختلفة منها تسليم البعض طوعاً أو جلبهم بالقوة.

وحتى ساعة متأخرة من الليل كان وقف اطلاق النار صامداً بعد هدوء نهاري نسبي خرقته بين الحين والآخر قذيفة هنا أو رشقة رصاص هناك، وبدأ صباحاً بجولة ميدانية قام بها قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى ثكنة محمد زغيب في صيدا حيث لواء المشاة الأول، واجتمع بالضباط والعسكريين، منوهاً بصمودهم واحترافهم وتضحياتهم في أداء الواجب، بخاصة خلال الظروف الاستثنائية الحالية.

وفي جو الهدوء، خصص الرئيس بري حيزاً من وقته للملف الفلسطيني رغم انشغاله بالأزمة اللبنانية ودعوته الى الحوار، وعقد اجتماعين على حدة مع قيادتي حركة «فتح» برئاسة عضو اللجنة المركزية المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، وحركة «حماس» برئاسة نائب رئيس الحركة في الخارج موسى أبو مرزوق.

لكن المفاجأة جاءت من خارج الاجتماعين، إذ دعا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط خلال استقباله الأحمد الى إقالة رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني الدكتور باسل الحسن لبدء حوار جدي لبناني فلسطيني لاحتضان القضية الفلسطينية ولاحتواء المشاكل الفلسطينية اللبنانية والفلسطينية الداخلية، قائلاً: «كُنت اتصلت بالرئيس نجيب ميقاتي ولم يُجب، لذا سأقولها إلى أن يجيب، لا بدَّ من إقالة الحسن».

ومن المقرر، أن تعيد صيدا وبموقف موحد توجيه نداء لوقف إطلاق نار دائم وثابت وحقن الدماء في اللقاء الموسع الذي دعا إليه الأمين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري» النائب أُسامة سعد في منزله، بمشاركة نواب ومرجعيات دينية إسلامية ومسيحية وفاعليات سياسية واقتصادية واجتماعية.

عزام الاحمد: عضو اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» عزام الأحمد قال لـ«الجمهورية»: بداية النجاحات بدأت تظهر، والتزام الجميع بوقف اطلاق النار، وهذه ثلثا الطريق لتنفيذ بقية الامور كإخلاء المدارس وتسليم المطلوبين والخطوات التالية بحسب التراتبية، انما المهم تثبيت وقف اطلاق النار. وانا اتصور انّ هناك احتراماً كاملاً لهذا الموضوع وعلى الاقل يمكنني ان اضمن كحركة فتح ومنظمة تحرير الامن الوطني التزام وقف اطلاق النار.

سُئل ما هي الضمانات التي قدّمت هذه المرة للالتزام؟

اجاب: في السياسة لا يوجد شيء اسمه ضمانات، هناك اتفاقات، إما نعم او لا، نحن من جهتنا جَديين في الالتزام ولا نريد ايذاء اهلنا في المخيمات ولا في صيدا، ولا المية ومية، والغازية، لا نقبل ايذاء كل محيط صيدا.

سألته «الجمهورية»: لكنكم تعيشون في كيلومتر مربع وفي النهاية ستتعايشون مع هؤلاء الذين تقاتلتم معهم في الامس؟ هل سيتم سحب المسلحين وكأنّ شيئاً لم يكن؟ ام سيقسّم المخيم؟

اجاب: طبعاً، هناك قوة امنية مشتركة مسؤولة عن امن المخيمات، ولا يوجد شيء اسمه تقسيم، نحن في هذه الغرفة قبل سنتين او ثلاث تم تشكيل القوة الامنية بمشاركة الجميع بمن فيهم حماس، وفيها من كل الفصائل. والدولة اللبنانية هي التي كلّفتنا الاستمرار بحفظ الامن في المخيمات.

سئل: هل ستجلسون على طاولة واحدة معهم لضمان أمن المخيم؟

اجاب: ليس لدينا مشكلة في هذا الموضوع، الذين أصلاً تربطنا علاقة بهم لا مشكلة لدينا معهم، لكن القتلة والتكفيريين يجب ان يسلموا. وهذه النوعيات لا تربطنا بهم علاقات اطلاقاً ولا نريد علاقات معهم.

وقال الاحمد لـ«الجمهورية»: مهمة هذا المخيم «عاصمة الشتات» كما نسمّيه، حق العودة مربوط فيه وبالتالي يجب المحافظة عليه الى ان يعودوا الى وطنهم.

وكان الرئيس بري قد استقبل، في مقر الرئاسة الثانية، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق على رأس وفد قيادي من حركة «حماس».

اترك تعليق