تأتي دعوة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى القوى السياسية للتخلّي عن ارتباطاتهم السابقة واعتماد الخيار الثالث، وقد أعادت خلط الأوراق من جديد، بانتظار ما قد يكشف عنه الموفد القطري الذي يواصل لقاءاته مع رؤساء الكتل النيابية بعيداً عن الإعلام.
وقد علمت “الأنباء” أنه التقى الرئيس وليد جنبلاط عصر أمس، في وقتٍ أطفأ رئيس مجلس النواب نبيه بري محركاته الحوارية موقتاً إفساحاً في المجال للموفد القطري أن يكمل مشاورته، والدفع باتجاه التوافق على شخصية تكون مقبولة من الجميع.
وفي جديد الاتصالات على خط الملف اللبناني، وفي إطار حراك اللجنة الخماسية، استقبل وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان أمس الموفد الفرنسي جان إيف لودريان. حيث جرى عرض للعلاقات بين السعودية وفرنسا، وسبل تكثيف التنسيق في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الملف اللبناني، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية السعودية.
وفي السياق، توقّعت مصادر سياسية مواكبة عبر “الأنباء” أن تكون أجواء الاتصالات التي يجريها الموفد القطري إيجابية لجهة البحث عن مخارج للأزمة الرئاسية، وأملت أن يكون الجانب القطري قادر على إقناع الثنائي “أمل” وحزب الله بالتخلّي عن دعمهم لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية”، لافتةً إلى أنّ “العقدة تبقى في كيفية الجمع بين ما يرضي الكتل المسيحية الذين التقوا فقط على معارضة وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة، ولا شيء يجمع بينهم خارج هذا الإطار، لأنّ الاسم الذي قد يرضى به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لن توافق عليه القوات والكتائب”.
واستبعدت المصادر أيضاً الوصول لانتخاب رئيس جمهورية من دون توافق أميركي إيراني وسعودي على إنهاء الشغور الرئاسي ووضع القوى السياسية أمام مسؤولياتها، فإمّا الذهاب إلى الانتخابات أو العقوبات، كما لوّح بذلك لودريان.
لا رئيس في المدى القريب في ظلّ تعليق برّي لمبادرته الحوارية وغياب أي حلحلة قريبة على المستويين الداخلي والخارجي، وتعنّت بعض القوى المحلية وتعطيلها للتسوية برفضها لأي مساع للحوار، لتبقى الآمال معلّقة على نتائج زيارة الموفد القطري، في وقت أحوج ما يكون فيه البلد إلى رئيس إصلاحي ينتشله عن حافة الهاوية.