رأت مَصادر سياسية أنه في ضوء تلويح الموفد الفرنسي جان – إيف لودريان بـ «عصا» العقوبات، قبل عودته المرتقبة إلى بيروت الشهر الطالع – الذي سيتسلّم فيه أيضاً مهماته في السعودية كرئيس ««الوكالة الفرنسية في العلا»، فإن واحداً من مساريْن يفترض أن يرتسما في الأيام المقبلة:
– فإما يدفع رفْع السقف من مجموعة الخمس قوى «الممانعة» إلى شدّ الحبْل الرئاسي أكثر، بعد انضمام فرنسا إلى شركائها، هي التي كانت تحاول إدارة الأزمة الرئاسية بـ «المختصر المفيد» تارةً عبر طرح مقايضة بين فرنجية ورئيس حكومة قريب من المعارضة، وطوراً عبر حضّ الجميع على حوار تصرّ عليه «الممانعة» تمهيداً لجلسات انتخاب مفتوحة.
– وإما تتم قراءة ما أعلنه لودريان على أنه بمثابة بدء «مرحلة الجَدّ» رئاسياً تحت عنوان الخيار الثالث، وذلك بعد مناخاتٍ سادت كواليس الملف الرئاسي في الأيام الماضية عن أن «حزب الله» لم يكن يستشعر بأن ثمة غطاءً كافياً من الأطراف الوازنة في مجموعة الخمس ولا سيما واشنطن والرياض لهكذا مَسارٍ، بما يجعل الحزب يسلّم بمبدأ التخلي عن ترشيح فرنجية الذي سيسبّب له مَتاعب مع ««التيار الوطني الحر»، بحال كان الاتجاهُ نحو قائد الجيش العماد جوزف عون الذي يقاربه التيار على أنه بمثابة «مقتل سياسي – شعبي» له.
وثمة تقديراتٌ، بأن الحزب بحال دقّتْ «ساعة القائد» سيجد طريقة لتظهير الأمر على أنه ليس «طعنة في الظهر» ولا إدارة ظهر لـ «التيار»، الذي خَسِرَ بالموقف الفرنسي الذي طوى واقعياً أي حظوظٍ لفرنجية ورقةَ مقايضةٍ مُهمة كان يعمل عليها مع «حزب الله»، ليصبح الحوار معه محكوماً بالخيار الثالث الذي ليس التيار فيه «بيضة قبّان» بمقدار ما كان موقعه في خيار فرنجية.