أنهى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب مشاركته مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في الجمعية العامة للامم المتحدة، بتركيز الاهتمام على موضوع عودة النازحين السوريين في اللقاءات التي عقداها مع زعماء وممثلي الدول. وقد عاد لبنان الرسمي من نيويورك كما ذهب، خالي الوفاض من أي حلول لأزمة النازحين، نتيجة التصلب الغربي، لا سيما الاميركي، في منع العودة قبل الحل السياسي في سوريا، والذي يريد الغرب فرضه على السلطات السورية الرسمية.
وفي حديث لـ«الجمهورية» مع وزير الخارجية الموجود حالياً في واشنطن، حول الخطوات التي ستتخذها اللجنة المكلفة من مجلس الوزراء بالتواصل مع سوريا لإعادة النازحين، والتي تَضمّه الى جانب المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، قال بوحبيب: أثناء وجودي في نيويورك التقيتُ وزير الخارجية السورية فيصل المقداد ومندوب سوريا في الامم المتحدة بسام صباغ (الذي سيصبح نائبا لوزير الخارجية)، واتفقتُ مع الوزير على ان أقوم بزيارة دمشق بعد عودتي من الولايات المتحدة.
وأضاف: لكن الموقف الرسمي السوري معروف، وقد أعلنه الرئيس بشار الاسد عبر حديث لـ«سكاي نيوز»، وأبلغنا إيّاه عندما زرنا دمشق للتعزية بضحايا الزلزال، وملخّص الموقف السوري «اننا مستعدون لاستقبال النازحين وحل مشكلاتهم، لكن كيف سيعودون والامم المتحدة تقدم لهم الدعم المالي والصحي والتعليمي والغذائي في لبنان والاردن وتركيا ودول اخرى. والاهم من ذلك كيف يعودون الى قراهم المدمّرة ولا امكانية لإعادة اعمارها من دون دعم عربي ودولي غير متوافر؟».
ولدى سؤاله عن الموجة الجديدة من النازحين التي دخلت لبنان خلال الشهرين الماضيين وبلغ عدد الداخلين بطرق غير شرعية نحو 30 ألف سوري؟ أجاب بو حبيب: الحالة الاقتصادية في سوريا سيئة نتيجة الحصار المفروض عليها، فيأتون الى لبنان للإستفادة او للهجرة منه، ولو حصلت نفس المشكلة في لبنان وهي حاصلة، من يستطيع منع اي مواطن من الهجرة؟ مشكلة الحصار على اي دولة انه يؤذي الشعوب ولا يؤذي السلطات الرسمية في الدول. وتجربة الحصار على كوبا في الستينات ما زالت ماثلة أمامنا، فقد تضرر منها الشعب الكوبي اكثر من السلطة الكوبية.
وعن حصيلة لقاءات نيويورك أوضح بوحبيب: الامم المتحدة ما زالت تعتبر ان الوضع في سوريا غير آمن، وهي تدفع لهم المال حيث هم، واذا عادوا ودفعت لهم الامم في سوريا يستطيعون اعادة بناء منازلهم وقراهم، لكن القرار الدولي «لا عودة للنازحين» ولن يدفعوا لهم اذا عادوا، فيفضّل النازح عندها البقاء حيث هو.
وكشف بو حبيب لـ»الجمهورية» انّ دول الغرب مهتمة اكثر بالوضع في اوكرانيا، وقال: هذه الازمة تكاد تُفلس دول الغرب، وقد تعهدوا في مؤتمر الاتحاد الاوروبي الاخير في بروكسل حول وضع سوريا (حَضَره بو حبيب) بدفع مبلغ 9 مليارات دولار للدول المضيفة، لكن الأرجح ألّا يدفعوا منها اكثر من مليارين، كما حصل السنة الماضية حينما تعهّد الغرب بدفع 6 مليارات دولار ولم يصل منها سوى مليار ونصف المليار! لا احد يريد ان يدفع المتوجّب عليه.
واشار وزير الخارجية الى انّ الامم المتحدة تَعِد منذ خمس سنوات بالمساهمة في اعادة اعمار سوريا لكن لم يتحقق اي شيء من هذا الكلام، وموفدها الى سوريا غير بيدرسون يزور دمشق ويعود منها منذ خمس سنوات من دون ان يحقق اي خطوة عملية.
وخَلص الى القول انّ اصل المشكلة سياسي لا مالي فقط. موضحاً انّ مندوب لبنان في الامم المتحدة السفير هادي هاشم الذي جرى تعيينه مؤخرا، شارك في اجتماع الاسبوع الماضي للجنة الفرعية المخصّص للوضع في سوريا، وارسل لنا تقريراً مفاده ان مواقف الدول على حالها من الازمة السورية.
وعن البدائل التي يمكن ان يلجأ اليها لبنان وسوريا، قال: سندرس البدائل، وهناك فريق مختصّ في وزارة الخارجية يقوم بوضع الاقتراحات، وسنبحثها خلال زيارة دمشق بعد عودتي، ونستمع الى المقترحات السورية البديلة.