لم تمض أكثر من 24 ساعة على بيان حركة «فتح» الذي دعت فيه إلى «عودة الحياة الطبيعية لمخيم عين الحلوة، وبلسمة جراح أهلنا وشعبنا» ارتباطاً بمعركة «طوفان الأقصى» في غزة، حتى أتبعت بخطوة إضافية تمثّلت بنشر «القوة المشتركة» في «حارة السينما» في حي حطين وفي الرأس الأحمر، مع إزالة الدشم والحواجز، ودعوة العائلات النازحة للعودة إلى منازلها في المخيم.
الخطوة «الفتحاوية» التي لاقت ترحيباً من القوى السياسية الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية، جاءت ترجمة لقناعة الحركة بخطورة المرحلة التي تمرّ بها القضية الفلسطينية وشعبها بأهمية أن تشكل المخيمات الفلسطينية وتحديداً عين الحلوة رأس حربة في دعم صمود الشعب الفلسطيني في الداخل ومقاومته، سواء في غزة أو الضفة أو القدس وسواها.
وواكبت «هيئة العمل المشترك الفلسطيني» في منطقة صيدا عملية الانتشار وتموضع القوة المشتركة، في الأماكن التي حدّدت لها مع انكفاء المسلحين منهما، وذلك بعدما عقدت اجتماعاً في منزل أمين سرّ «فتح» في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة، حيث جرى تقييم الوضع الأمني في المخيم.
الخطوة سبقها اجتماع عقد في مكتب الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في بيروت برئاسة الشيخ ماهر حمود، حضره عضو المكتب السياسي لحركة «أمل» ومسؤول الملف الفلسطيني الحاج محمد الجباوي وعضو قيادة «حماس» في الخارج الحاج علي بركة، جرى الحديث عن الانتصار المميز الذي حققته المقاومة الفلسطينية من خلال معركة «طوفان الأقصى».
واعتبر المجتمعون أن البيان الذي صدر عن «فتح»، في ما يعني إعادة الحياة الطبيعية إلى عين الحلوة، على ضوء انتصارات المقاومة، خطوة في الاتجاه الصحيح، على أن يتم استكمال نشر القوة الأمنية وعودة الناس إلى بيوتهم، لا سيما أهالي حطين، وأن يتم دفع التعويضات للمتضررين، كما أن متابعة موضوع تسليم المطلوبين أو المشتبه بهم لا تزال مستمرة. وثمّن الشيخ حمود «دور الحاج الجباوي المميز في وأد الفتنة وضبط الأوضاع في مخيم عين الحلوة خلال الشهرين المنصرمين».
وتستعد المخيمات الفلسطينية اليوم للمشاركة في «جمعة طوفان الأقصى» بدعوة من «حماس» التي وجهت نداء إلى «شعبنا الفلسطيني وجماهير الأمَّة العربية والإسلامية وأحرار العالم لإعلان النفير العام من أجل نصرة القدس والأقصى وغزة المجاهدة». وأوضح المسؤول الإعلامي للحركة في لبنان وليد كيلاني لـ»نداء الوطن» أنّ «هذه الدعوة للنفير العام تحمل رسالة واضحة تقول للمقاومة أنت لست وحدك في الميدان، فالشعوب العربية والإسلامية بغضّ النظر عن موقف حكوماتها، تؤيد المقاومة وتنصرها في أي مكان وساحة، وكل قدر استطاعته، سواء على الحدود أو في قلب العواصم وفي أي مكان من العالم».
وأيدت مختلف القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان الدعوة، وأعلنت «كتائب أبو علي مصطفى» الجناح العسكري لـ»الجبهة الشعبية»، التعبئة العامة في صفوف كوادرها ودعت مخيمات لبنان الى الانخراط في «طوفان الأقصى».