سالت أمس دماء صحافيين وصحافيات في جبهة الجنوب التي تسير جنباً الى جنب مع حرب غزة منذ الأحد الماضي، وأدى القصف الإسرائيلي الى مصرع مصور “وكالة رويترز” اللبناني عصام عبد الله من بلدة الخيام وإصابة أربعة مراسلين آخرين يعملون في «وكالة فرانس برس» وقناة «الجزيرة» القطرية. وأثارت هذه المجزرة في حق الجسم الإعلامي استنكاراً واسعاً على كل المستويات، ووصفت بأنها «جريمة حرب» يجب إدانتها ومعاقبة المسؤولين عنها.
وكانت مجموعة من الصحافيين من مؤسسات ووكالات إعلامية عدة تغطي القصف في محيط بلدة علما الشعب في قضاء صور، حين تعرضت لقصف أدى الى إصابة عدد منهم. وأعلنت قناة «الجزيرة» التي أصيب اثنان من صحافييها أن سيارة القناة «احترقت بالكامل بعد استهدافها بصاروخ موجّه بشكل مباشر».
وأعرب الناطق الرسمي باسم» اليونيفيل» اندريا تيننتي عن «بالغ الحزن» لـ»مقتل مصور صحافي لبناني، وإصابة صحافيين آخرين». وقال: «مع استمرار تصاعد التوترات بشكل خطير، يدعو رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو إلى وقف إطلاق النار بشكل عاجل. إن احتمال خروج هذا التصعيد عن نطاق السيطرة واضح، ويجب وقفه».
وبالتوازي مع هذه المجزرة شهدت جبهة الجنوب تصعيداً جديداً بات حالة يومية تقريباً في جبهة متدحرجة. واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي أطراف بلدات حدودية بينها علما الشعب. وأفاد مصدر أمني لبناني بأنّ القصف أعقب «محاولة تسلل» من الجانب اللبناني، مشيراً إلى أنّ المعلومات الأولية تفيد بأن «مجموعة فلسطينية» حاولت التسلل من دون أن تحقق هدفها.
من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية لـ”الديار” ان لبنان لا يجوز اقحامه في اتون الحروب الدائرة، لان لبنان لا يحتمل الدخول في اي حرب في ظل انهيار مالي غير مسبوق وازمة نازحين سوريين غير مسبوقة. اما موقف لبنان من القضية الفلسطينية فمعروف، ومبدأ اقامة الدولتين امر محسوم، وهذا هو الحل لهذا الصراع المزمن.