السبب الرئيس الذي يجعل الأميركي يخشى تدخل حزب الله في الحرب

عندما طلبت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا موعداً للقاء المدير العام السابق للأمن العام عباس ابراهيم، كان الهدف بشكل واضح حزب الله، رغم أن الخبر الرسمي تحدث عن نقاش في المستجدات التي تحصل في المنطقة، فالسفيرة التي سيزدحم جدول مواعيدها في بيروت، تتحرك بناء على طلب إدارتها تحت عنوان واحد هو “محاولة منع التصعيد على الجبهة الجنوبية”.

منذ اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى”، وضعت الولايات المتحدة الأميركية هدفاً أساسياً لها هو منع حزب الله من التورط في المواجهة الحالية، من خلال مجموعة من الضغوط التي تمارسها على الجهات الرسمية اللبنانية، بالتزامن مع التحذيرات والتهديدات التي يطلقها مجموعة من المسؤولين الرسميين الأميركيين.

وفي حين لم تتلقّ واشنطن أي جواب حاسم على ما تطرحه من جانب الحزب، الذي يعتبر أنه غير مضطر الى ذلك بطبيعة الحال، كان من الواضح من خلال العمليات التي نفذها على مدى الأسبوع المنصرم، أنه يرفض البقاء على الحياد، ولو لم يخرج ما يقوم به من تحركات عن إطار القواعد التي تمنع الذهاب إلى المواجهة الشاملة.

في هذا السياق، يبدو أن الهدف الأميركي مما تقوم به الإدارة هو تفادي الذهاب إلى مواجهة شاملة على مستوى المنطقة، بالتزامن مع منح العدو الاسرائيلي الغطاء من أجل القيام بعملية عسكرية ضد حماس، تسمح لها بـ “إستعادة هيبتها”، فواشنطن لا ترى مصلحة لها في هكذا مواجهة سيكون لها تداعيات كبيرة على عدة مستويات، تبدأ من احتمال تحول جنودها في المنطقة إلى أهداف عسكرية، ولا تنتهي عند عدم قدرة “تل أبيب” على خوض مواجهة على أكثر من جبهة، بل تشمل أيضاً مشاريع التطبيع في العلاقات العربية – “الإسرائيلية” التي ترعاها، والتي تنتظر الإدارة الأميركية انتهاء الحرب الحالية من أجل استعادة مسارها بعد حصول تغييرات في الهرمية الاسرائيلية.

وتعتبر واشنطن أن الطرف الأكثر قدرة على إحداث فرق في المعادلة العسكرية هو حزب الله، على اعتبار أن التصعيد في الجبهة الجنوبية هو الأكثر ترجيحاً، على عكس ما هو الحال على باقي الجبهات، لا سيما أن الحزب يستطيع الاستمرار في حالة الإشغال الحالية طويلاً، تحت عنوان الحق في تحرير الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة.

بكل بساطة، وبحسب مصادر سياسية مقربة من الثنائي الشيعي، وبعيداً عن الأسباب الاقتصادية والسياسية، فإن الأميركيين يخشون تدخل حزب الله، حبّاً بـ “اسرائيل” اولاً، لأنهم يدركون هشاشة الكيان في الوقت الراهن، فخلال كل الحروب السابقة منذ 50 عاماً لم تُضطر الولايات المتحدة الأميركية الى الحضور عسكريا في المنطقة لدعم “اسرائيل”، بل كانت تكتفي بمد العدو بالمال والسلاح عبر الجسور الجوية، لكنها في هذه الحرب أتت بأساطيلها وتسعى جاهدة الى منع توسع الحرب، لأنها غير واثقة بقدرة العدو على الصمود، وبسبب فقدان إيمانها بقوته وتفوقه، وهذا أساس كل التحركات الأميركية.

وبحسب المصادر فإن أمام الأميركيين خيارين لا ثالث لهما:

– الأول: توجيه الأوامر “للأسرائيليين “لتخفيف حدة المعركة تمهيداً لوقفها.

– الثاني: السماح باشتعال المنطقة والدخول بالحرب بشكل مباشر، وهذا الأمر في حال حصل سنكون أمام مشهد عسكري لم تشهد له المنطقة مثيلاً، ولن يكون حزب الله وحده من يدخل الحرب، إذ عندئذ ربما نكون أمام حرب عالمية مصغرة.

وتكشف المصادر أن المسؤولين الأميركيين، بدءاً من وزارة الخارجية وكل أذرعها يعملون لمنع التصعيد، والسفيرة الأميركية في بيروت تصول وتجول وتلتقي كل من قد يؤثر على حزب الله لمنع التدخل، لكن ما على السفيرة الأميركية وإدارتها معرفته هو ما قاله الرئيس نبيه بري في اليوم الأول: “تحدثوا مع الاسرائيليين”.

اترك تعليق