إثر عملية «طوفان الأقصى»، وبدء العدوان الصهيوني على غزة، وانطلاق عمليات المقاومة ضد العدو عبر الحدود، شهدت المناطق الحدودية اللبنانية مع فلسطين المحتلة حركة نزوح لافتة منذ نحو أسبوع. وحتى مساء الأربعاء الماضي، «نزح 12854 شخصاً من القرى الحدودية، 2329 منهم تركوا قراهم خلال الأيام الثلاثة الماضية»، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة الدولية أمس. التقرير يؤكّد وجود حركة نزوح، لكن الأرقام الواردة فيه قد لا تكون دقيقة بشكل تام، ولا سيّما مع ورود معلومات لـ«الأخبار» عن نزوح أكثر من ثلثَي سكان المناطق الحدودية عن قراهم، فيما أشارت المنظمة إلى «اعتمادها على أكثر من 3600 مصدر معلومات تنوعت بين موظفين حكوميين ومخاتير، وصولاً إلى النازحين أنفسهم».
أنقر على الخريطة لتكبيرها
ولم يحدّد تقرير منظمة الهجرة الدولية المناطق التي خرج منها أكبر عدد من النازحين، لكنّه حصرها بالقرى الحدودية مع فلسطين المحتلة التي تمتد على شريط طوله 79 كيلومتراً. وفيما شهدت أقضية نزوحاً تاماً من دون الانتقال إلى مناطق أكثر أمناً داخل القضاء مثل بنت جبيل، كان لافتاً عدم ترك الجنوبيين لمحافظتَي الجنوب والنبطية بشكل عام، إذ فضّلوا الانتقال من قرى المواجهة نحو الساحل والمدن الأبعد عن خطوط النار مثل صيدا والنبطية وصور التي قال أحد مخاتيرها لـ«الأخبار» إنه لم تعد هناك شقق للإيجار في المدينة، مع توجه عدد كبير من النازحين إليها. وأفاد التقرير عن وضع قضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان، حيث تقع منطقة الضاحية الجنوبية الأكثر استهدافاً في حرب تموز 2006، من بين المناطق التي شهدت نزوحاً.
وانتشر النازحون على ست محافظات بعيداً عن القرى الحدودية، باستثناء محافظتَي الشمال (عكار ولبنان الشمالي) التي أشار التقرير الى «عدم ورود معلومات واردة منها». الوجهة الأولى للنازحين كانت محافظة جبل لبنان، إذ وصل إليها 4610 نازحين، العدد الأكبر منهم، 750 شخصاً، وصل إلى منطقة برجا في قضاء الشوف قادمين من شقرا وحولا ورميش. وحلّت محافظة لبنان الجنوبي في المرتبة الثانية كوجهة للنازحين مع وصول 3209 نازحين إليها، إذ فضّل عدد كبير من الجنوبيين عدم ترك الجنوب لعدّة أسباب؛ أهمّها «عدم الابتعاد عن البيوت وعدم القدرة على دفع تكاليف الإيجار الباهظة في المناطق الأبعد مثل الجبل وبيروت»، وتركّز أغلبهم في مدينة صور والقرى المحيطة فيها مع وصول 1000 نازح إليها. وإلى بيروت وصل 2187 نازحاً، أغلبهم من قرى منطقة شبعا، ونزلوا في «المزرعة»، بحسب تقرير منظمة الهجرة الدولية، ووصل إلى محافظة بعلبك الهرمل 1018 نازحاً، و1217 إلى النبطية، و575 إلى البقاع.