تصاعدت أمس وتيرة المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي على الجبهة الجنوبية، لكنها ظلّت محكومة بقواعد الاشتباك المعمول بها بموجب القرار الدولي 1701. وإذ تبادل الطرفان التراشق المدفعي والصاروخي، تزايدت التوقعات باحتمال تَوسّع رقعة هذه المواجهات الى أبعد من الرقعة التي تدور فيها. وفيما تفقّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قواته عى هذه الحدود متوعّداً «حزب الله» بـ»دمار لا يمكن تصوره عليه وعلى لبنان» في حال دخوله الحرب الى جانب غزة، شدّد الحزب في المقابل على «ان المقاومة التي تواجه العدو تضع مصلحة لبنان وشعبه في رأس أولوياتها، وهذه المصلحة تقتضي منع أهداف العدو في غزة». وفيما حذّرت واشنطن «أي منظمة وأي بلد يسعى الى توسيع النزاع»، حذّرت طهران في المقابل الولايات المتحدة واسرائيل من أنهما «في حال لم تضعا حداً فورياً للجرائم ضد الانسانية والإبادة الجماعية في غزة، فإنّ كل الاحتمالات ممكنة في أي لحظة، والوضع في المنطقة سيصبح خارجاً عن السيطرة».
على وقع المواجهات الدائرة بين المقاومة واسرائيل على الجبهة الجنوبية منذ اليوم الاول لحرب غزة، يستمر لبنان محور اتصالات داخلية وعربية ودولية لتجنب توسع الحرب اليه في ظل الاختراقات الاسرائيلية المتمادية للقرار 1701، وقد شهدت تلك الجبهة امس قصفاً عنيفاً متبادلاً في الوقت الذي أخلى الاسرائيليون 14 مستوطنة جديدة مُحاذية لحدود لبنان الجنوبية وفي عمق خمسة كيلومترات من الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقد تمكنت المقاومة التي سقط لها اكثر من خمسة شهداء أمس من تدمير مواقع عسكرية اسرائيلية ودبابات وآليات وابراج مراقبة وتنصت واتصالات على طول الجبهة الممتدة من الناقورة حتى جبل الشيخ، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجيش الاسرائيلي.