دخلت الحرب على غزّة أسبوعها الرابع، وآلة القتل الإسرائيلية مستمرّة في عدوانها الوحشي، إذ من المرجّح أن تستمر الحرب لأسابيع وأشهر، وفق ما تُعلن سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
واذا كانت تراجعت إسرائيل مبدئياً عن خطط الاجتياح البرّي الواسع، لأسباب تتعلق بالدرجة الأولى الى خشيتها من عدم تحقيق أي إنجاز لا بل تكبّد المزيد من الخسائر، لكنها في الآن عينه بدأت بتنفيذ خطط توغّل برّي تدريجي.
إلّا أن توسّع رقعة الاشتباك احتمال لم يغب بعد رغم الخيار الإسرائيلي، هذا فيما يترقب لبنان موعد إطلالة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يوم الجمعة المقبل، لتوضيح موقف الحزب مما يحصل وطرح رؤيته لمسار الأمور.
في السياق الداخلي، تواصل حكومة تصريف الأعمال عملها على خطّة طوارئ استعداداً لاحتمال توسّع الاشتباك في الجنوب، وبشكل خاص لتأمين مراكز إيواء النازحين وتوفير المستلزمات الإغاثية اللازمة، في ظل تطمينات تجّار القطاع الخاص ومستوردي المواد الغذائية والمشتقات النفطية بتوافر مواد في الأسواق.
مصادر وزارية أشارت إلى أن “تركيز الحكومة ينصب على تأمين مراكز إيواء للنازحين، وعلى الأرجح ستكون المدارس الرسمية، كما على التأكّد من توافر المواد الغذائية في الأسواق حفاظاً على الأمن الغذائي، والتأكد من الوضع الصحي والرعاية الطبية، وتأمين كل المستلزمات الضرورية في حال اندلاع حرب”.
وتنص الخطة أيضاً على التأكّد من توافر المساعدات الأساسية، الإمدادات اللوجستية، شبكات الاتصال في حالات الطوارئ، المياه والنظافة، ضمان الأمن والحماية، وكل ذلك للمحافظة على الاستقرار الاجتماعي، ثم كيفية تيسير عمليات الاغاثة الميدانية والبحث والانقاذ ورفع الانقاض، على أن تقوم المؤسسات الاجتماعية بدورها أيضاً لمواكبة الخطة على الأرض، حسب المصادر.
ووفق معلومات جريدة “الأنباء” الإلكترونية، فإن لجنة إدارة الكوارث والأزمات الوزارية في حالة انعقاد دائم وجهوزية عالية لمواكبة أي مستجد في الجنوب، ومن المرتقب أن يجتمع الوزراء يوم الثلاثاء لمتابعة العمل على الخطّة.
إذاً، الاستعدادات الداخلية مستمرّة في حال تمدّد رقعة الاشتباك جنوباً، وبالتوازي، فإن ثمّة عمل ديبلوماسي قائماً لإبعاد شبح توسع الحرب عن لبنان، لا سيما زيارة الرئيس نجيب ميقاتي الى قطر، لكن الضبابية تُحيط بالمنطقة بشكل عام ما يُصعّب تنبّؤ ما هو مقبل.