دخلت الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة في مرحلة المواجهات والالتحامات الميدانية المباشرة بين الجنود الإسرائيليين والمقاتلين الفلسطينيين، حيث أكدت «كتائب القسام» أمس أن مقاتليها يخوضون «اشتباكات عنيفة» بالأسلحة الرشاشة والمضادة للدروع مع الجيش الإسرائيلي المتوغّل في شمال غرب القطاع، مشيرةً إلى استهداف دبابتَين واشتعال النيران فيهما، فيما يزداد الوضع الإنساني داخل القطاع سوءاً، ما دفع دولاً عدّة إلى رفع الصوت والمطالبة بإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية الطارئة.
وفي السياق، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه واصل «خلال الساعات القليلة الماضية قصف وقتل الإرهابيين في قطاع غزة»، متحدّثاً عن رصد جنوده الذين يعملون بالقرب من معبر إيريز «عدداً من الإرهابيين كانوا يخرجون من فتحة نفق في قطاع غزة». وادّعى تصدّي جنوده لهم وتصفيتهم، بينما أكدت «كتائب القسام» أن عناصر تابعين لها «نفّذوا عملية إنزال خلف خطوط تمركز جيش الاحتلال، قرب معبر إيريز، وخاضوا اشتباكات مع الجنود الإسرائيليين ودمّروا آليات عسكرية».
وذكر الجيش أن قواته الجوية قصفت منشآت عسكرية تابعة لـ»حماس» في شمال القطاع بتوجيه من القوات البرّية، فيما أُصيب عسكري إسرائيلي بجروح خطرة جرّاء سقوط قذائف هاون، كما أُصيب آخر بجروح طفيفة خلال القتال. ونشر الجيش صوراً لجرّافات عسكرية تفتح طرقاً في القطاع، ومقاطع بالأبيض والأسود تُظهر غارات جوية ودبابات «ميركافا» برفقة قوات مشاة، بينما أُطلقت صواريخ من غزة في اتجاه وسط إسرائيل وجنوبها.
ووسط تصاعد حدّة الحرب التي تُهدّد بارتفاع احتمال توسّعها، كشف مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لموقع «أكسيوس» أن إدارة الرئيس جو بايدن تستعدّ لاحتمالية توسّع نطاق الحرب في كافة أنحاء الشرق الأوسط، مشيرين إلى أنها تُركّز على ضمان توفير الحماية الكافية للقوات الأميركية في المنطقة.
توازياً، شدّد بايدن على الحاجة إلى زيادة «مهمّة وفورية» في تدفق المساعدات الإنسانية لتلبية حاجات المدنيين في غزة، وذلك خلال اتصالين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفق البيت الأبيض. وخلال الاتصال مع السيسي، شدّد الرئيسان على «أهمّية حماية حياة المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي وضمان عدم نزوح الفلسطينيين في غزة إلى مصر أو أي دولة أخرى». كما جدّد بايدن على حق إسرائيل في «الدفاع عن مواطنيها ضدّ الإرهاب»، بحسب ما جاء في بيان الاتصال مع نتنياهو.
في الأثناء، دخلت 10 شاحنات مساعدات إنسانية إلى غزة عبر معبر رفح مع مصر أمس، ليرتفع عدد الشاحنات التي مرّت منذ 21 تشرين الأوّل إلى 94، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، بينما شدّدت الأمم المتحدة على أن القطاع يحتاج 100 شاحنة يوميّاً على الأقلّ لتوفير الأساسيات لسكان غزة، حيث حذّرت وكالة الأونروا من انهيار «النظام العام» مع انتشار الفوضى بعد نهب مستودعات ومراكز لتوزيع المساعدات الغذائية تابعة لها.
وذكرت الحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء ريشي سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شدّدا خلال مكالمة هاتفية على «أهمية إيصال الدعم الإنساني العاجل إلى غزة»، و»اتفقا على العمل معاً في الجهود الرامية إلى إيصال الغذاء والوقود والمياه والأدوية الضرورية لمَن يحتاجون إليها وإخراج الرعايا الأجانب».
تزامناً، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه ممثلين لعائلات الرهائن من أن «حماس» تُمارس «تلاعباً نفسيّاً» في شأن الرهائن، وقال: «حماس تستخدم أعزاءنا بطريقة خبيثة، وتدرك الألم والضغط اللذين يتسبّب بهما» هذا الاستخدام.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن إسرائيل استدعت السفير الروسي أناتولي فيكتوروف إلى مقرّ وزارة الخارجية على خلفية الزيارة التي قام بها وفد من حركة «حماس» إلى موسكو، في وقت اقتحم فيه عشرات المحتجين مساء أمس مطار محج قلعة في عاصمة جمهورية داغستان الروسية ذات الغالبية المسلمة في القوقاز، بعد سريان أنباء عن هبوط طائرة آتية من إسرائيل، ما أدّى إلى إغلاقه أمام حركة الملاحة الجوّية.
ودخل المحتجّون وهم يرفعون أعلاماً فلسطينية مبنى الركاب ووصلوا إلى مدرج المطار واجتازوا الحواجز بهدف تفتيش السيارات المغادرة بحثاً عن مسافرين إسرائيليين. ولاحقاً، أعلنت حكومة داغستان أن الأجهزة الأمنية «تعمل» في المطار، مؤكدةً أن «الوضع تحت السيطرة»، بينما حضّت إسرائيل روسيا على حماية جميع رعاياها واليهود.