منذ بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة لم تتوقف مراسلات الدول إلى الحكومة اللبنانية للضغط على «حزب الله» وضمان عدم تدخّله نصرة للفلسطينيين. حركة ديبلوماسية ناشطة، تتضمّن نصائح أقرب إلى التحذير تصل في أحيان كثيرة إلى مستوى التهديد من أنّ دخول «الحزب» الحرب بشكل يفوق المواجهات التي تجري جنوباً، سيعرّض البلد لحرب قاسية.
وخلال لقائها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، طالبت السفيرة الأميركية دورثي شيا الحكومة بإسداء النصح لـ»حزب الله» ومنع تدخّله في الحرب عبر جبهة الجنوب. وتوجهت إليه بالقول: يجب أن تلزمه بعدم التصعيد، وأن يكون تحرّكه تحت مراقبة الحكومة وبالتنسيق معها. سفراء فرنسا وبريطانيا ودول عدة قالوها بصريح العبارة لرئيس الحكومة: عليكم التنبّه جيداً، ولا تدعوا «حزب الله» يشنّ حرباً على إسرائيل.
وخلال زيارته لبنان صارح وزير الخارجية الإيرانية حسين عبد اللهيان المسؤولين ممن التقاهم أنّ بلاده تلقت رسالتين من الأميركيين لعدم توسيع الحرب. أما لبنانياً فلم يتركوا قناة أو وسيلة إلا وأرسلوا عبرها إلى «حزب الله» متمنين عدم دخوله الحرب.
مقارنة بحرب تموز اختلف الموقف الأميركي حيال الاعتداءات الاسرائيلية، فأميركا التي كانت تدير المعارك ديبلوماسياً وعسكرياً ضد «حزب الله» إلى جانب اسرائيل، تخوض راهناً تحركاً ديبلوماسياً واسعاً وتستنفر علاقاتها وصداقاتها الإقليمية والدولية في سبيل إقناعه لئلا يوسّع دائرة المواجهات على امتداد الحدود جنوباً، وهي عمّمت على كل المقربين والأصدقاء تجنب استفزاز «حزب الله» أو مهاجمته فلا يكون مضطراً لدخول الحرب.