قبل ساعات من الإطلالة المرتقبة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله احتدمت المواجهات العسكرية بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود الجنوبية من الناقورة في القطاع الغربي صعوداً إلى القطاعين الأوسط والشرقي وصولاً إلى مزارع شبعا. وقد ربط الكثير من المحللين اتساع المواجهات وشدّتها بالخطاب المرتقب لنصرالله، وإن كانت أجمعت الآراء على أنه لن يتضمن إعلانا للدخول بالحرب بقدر ما سيحمل تحذيرات لإسرائيل والولايات المتحدة من مغبة الدخول في مغامرة واسعة، خاصة وأن إتساع رقعة القصف المعادي يؤشر الى نيات عدوانية.
مصادر أمنية وصفت الوضع الميداني على طول الحدود وبعمق يزيد عن العشرة كيلومترات بالمتوتر جداً وبطريقة غير مسبوقة. واعتبرت مصادر سياسية، عبر “الأنباء” الإلكترونية، أن التصعيد الميداني الذي بدأت معالمه بالظهور منذ ليل أمس مع احتدام المواجهات العسكرية جنوباً، مرتبط بخطاب نصرالله لا شك.
النائب بلال الحشيمي ذكّر، عبر جريدة الأنباء الإلكترونية، بأن “نصرالله سبق أن هدّد بتوسيع رقعة الحرب في حال الهجوم البري على غزة، لكننا رأينا كيف أن العدو دمّر غزة وساوى أبنيتها الشاهقة وأحيائها السكنية ومرافقها العامة والخاصة ومستشفياتها ومدارسها بالأرض، وقتل وشرد أكثر من نصف عدد السكان، فيما حزب الله مازال متمسكاً بقواعد الاشتباك”.
الحشيمي استبعد مشاركة قوات إيرانية في المواجهات بين حزب الله وإسرائيل “لأن ايران أعلنت أكثر من مرة بأنها لن تدخل الحرب”. ورأى أن “حزب الله واقع اليوم بأزمة لأن توسيع الحرب قد يوقعه بمشكلة كبيرة مع بيئته اولاً، ومع اللبنانيين ثانياً، اذا ما قامت اسرائيل برد فعل كما فعلت في حرب 2006. وإذا لم يدخل الحرب فقد يفقد مصداقيته لأن اسرائيل دمرت غزة وهو ما زال يتحدث عن قواعد الاشتباك. وهذا تأكيد قاطع بأن مصداقية حزب الله وإيران أصبحت على المحك”، متوقّعًا استمرار المواجهات العسكرية على طول الحدود “لأن ايران ليست مستعدة للدخول بحرب واسعة بوجود الأساطيل والبوارج الحربية قبالة سواحل فلسطين المحتلة، كما أن اللبنانيين غير مهيئين هذه المرة للمواجهة الموسعة مع اسرائيل لأن الوضع اليوم مختلف كلياً عن الوضع في 2006 فيومها كان هناك احتضان عربي للبنان، وكانت هناك قوى عربية كثيرة تدعم لبنان، وكانت سوريا موجودة، وحكومة فاعلة برئاسة فؤاد السنيورة، أما اليوم فلم يبق لنا صاحب، لا عربي ولا اجنبي، فبدل أن يدفعوا بأزلامهم للتظاهر أمام السفارة السعودية والسفارات العربية التي وقفت الى جانب لبنان في العقود الماضية كان عليهم ان يفكروا كيف تصطلح الأمور في لبنان والذهاب الى انتخاب رئيس جمهورية وإعادة بناء المؤسسات قبل أن يغرق المركب بمن فيه”.
الا أن واقع الأمور يستلزم الحكمة، والأولوية يجب أن تكون لتحصين الساحة الداخلية، وليتحمل الجميع مسؤولية وقف الانهيار.