على هامش اللقاءات المكثفة التي استضافتها الدوحة المعلن منها وغير المعلن، كشفت معلومات ديبلوماسية وصلت الى بيروت واطّلعت عليها «الجمهورية» ان هناك صيغة سرية مطروحة على عدد من زوار العاصمة القطرية تكوّنت نتيجة مجموعة من الإتصالات والزيارات المكوكية لمجموعة من الموفدين السريين من دول متعددة وعلى مستوى مواقع استخبارية وديبلوماسية رفيعة المستوى.
وكشفت مراجع حكومية وديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان التحضيرات انطلقت منذ أيام تحضيرا للقمة العربية الاستثنائية الطارئة التي دعت إليها المملكة العربية السعودية في الحادي عشر من الشهر الجاري في الرياض.
ولفتت المصادر الى ان الجولة التي قام بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الاخيرة على عمان والقاهرة شكّلت مادة مهمة لتكوين الموقف اللبناني مما هو مطروح، خصوصا ان ميقاتي قدّم لِمَن التقاهم عناوين مبادرته للسلام في غزة التي سبق له ان ناقشها مع المسؤولين القطريين في بداية جولته العربية قبل ان تشمل عمان والقاهرة أمس وامس الاول.
وفي المعلومات ان الوفد اللبناني الى القمة سيكون برئاسة ميقاتي وعضوية وزير الخارجية عبد الله بوحبيب ووفد إداري استشاري وديبلوماسيين، وانّ بو حبيب سيسبق ميقاتي الى الرياض للمشاركة في الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب عشيّة موعد انعقاد القمة على مستوى الملوك والرؤساء.
مع بلينكن
وفي معلومات لـ«الجمهورية» من عمان انّ اللقاء الذي جمعَ السبت وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن مع نظرائه السعودي والقطري والمصري والاردني والفلسطيني والاماراتي لم ينته الى اي خطوة ايجابية بفعل المواقف المتناقضة لجهة الصيغة التي يمكن ان تؤدي الى تقليص أجواء التوتر في القطاع والتوصّل الى وقف للنار ولو لفترة محددة للغاية، بُغية تسهيل إدخال دفعة من المساعدات المختلفة من محروقات ومواد غذائية.
وفي المعلومات ايضا انّ بلينكن كان واضحا عندما قدّم مقاربة للمخارج الممكنة والتي تلاقت مع مواقف عدد من الوزراء العرب، لكنه اضطر الى أن يكون صريحا فلفت الى انّ القيادة الاسرائيلية لم توافقه على اي من الخطوات الايجابية التي يريدها الوزراء العرب ولا المجتمع الدولي، الذي يسعى الى وقف النار والتخفيف من حدة العمليات العسكرية لتسهيل عملية تبادل محدودة بين الرهائن حاملي الجنسيتين الاسرائيلية ومن دول اخرى مختلفة وبعض الموقوفين في السجون الاسرائيلية وإدخال مزيد من المساعدات الى قطاع غزة.
واشارت المعلومات الى ان الخلاف بين بلينكن ونظرائه العرب تطور إلى درجة قادت الى صرف النظر عن مجموعة من الإقتراحات التي كان يمكن ان تشكل بيانا ختاميا للقاء.
وفي جانب آخر من اللقاء، ابلغ بلينكن الى المجتمعين انه سيزور رام الله للقاء الرئيس محمود عباس وهو ما شكّل مفاجأة حقيقية راوَدت بعض المجتمعين فيما كان أحد المسؤولين على علم بالزيارة مسبقاً. وعلّق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، عبر منصّة «إكس»، على الخلاف العلني الذي وقع بين بلينكن ووزيري الخارجية الأردني ايمن الصفدي والمصري سامح شكري أثناء وجود الصحافة، فكتب قائلاً: «عظيم، وأخيراً».