ازدحمت اجندة المشهد السياسي مع نهاية الاسبوع، من الرياض، التي تشهد موجة قمم قيادية، بحثا عن حلول ومخارج “لطوفان الاقصى” وما نتج عنه من تداعيات، وصولا الى بيروت التي اطل امين عام حزب الله للمرة الثانية في غضون ايام، راسما خطوط اي تسوية، ومسار اي تصعيد، طالما ان كلمة الفصل تبقى دائما لمن له السيطرة على الارض.
اوساط دبلوماسية اشارت الى ان المسالة ما عادت اليوم مرتبطة بالوضع العسكري وبالانتصارات العسكرية، بقدر ما هي عدم السماح لحماس ومن خلفها بتسييل انتصارها العسكري، وتحويله الى انجاز سياسي.
من هنا اصرار حماس والمحور على ابقاء الجبهات العسكرية مشتعلة، ومحاولة تسجيل المزيد من النقاط على الجيش الاسرائيلي، وقد نجحت في ذلك وفقا لما ينقل من ساحات المعركة، وما يتردد في بعض الاعلام الاسرائيلي، حيث تستعمل الفصائل الفلسطينية تكتيكات استعملتها فاغنر في اوكرانيا، لجهة تامين طريق لمدرعات العدو للتقدم، قبل تطويقها في افخاخ محكمة والاجهاز عليها، منوهة بالدور الاساسي للقناصين، حيث استفادت حماس من الدمار الهائل لتحويل الركام الى متاريس وسواتر.
اما على الجبهة اللبنانية فان الامور ليست مختلفة كثيرا، اذ اشارت مصادر ميدانية الى ان الساعات الماضية شهدت اكثر من تغيير على الصعيد التطورات العسكرية على الجبهة الجنوبية، تزامنت مع نشر قوة خاصة من حزب الله عند نقاط حدودية محددة، يحكى انها تدربت على سيناريوهات خاصة تحاكي عمليات الاقتحام البري، في وقت جرى فيه تعزيز مخزون الصواريخ المضادة للدروع المنتشر على طول خط الجبهة من مزارع شبعا وصولا الى الناقورة بحرا.
واشارت المصادر الى ان مجموعات الاستطلاع في حزب الله تمكنت طوال الفترة الماضية ولطيلة ايام من تحديد نقاط الضعف في النقاط الحدودية ،عمدت على اثرها الى تنفيذ ضربات استهدفت تدمير اجهزة الرصد والكاميرات الحرارية والرادارات المنتشرة، فضلا عن ابراج التنصت.
وتابعت المصادر ان الساعات الماضية باشرت قيادة المقاومة تنفيذ خطة جديدة، بناء لمعلومات استخباراتها، حيث كثفت من عمليات استهداف الجدار العازل المبني على الحدود بصواريخ مضادة للدروع من نوع “كورنيت”، ما ادى الى الحاق اضرار بالغة فيه واحداث اكثر من ثغرة، ما دفع بقيادة الجبهة الاسرائيلية الشمالية الى الايعاز لوحداتها ومراكزها باخذ تدابير اضافية خوفا من عمليات تسلل او اقتحام لمواقع واسر جنود.
كما عمد الجيش الاسرائيلي، وفقا للمصادر الى تكثيف استخدامه للطيران الحربي الذي بدا بتنفيذ غارات عنيفة، مستخدما صواريخ وقذائف تخترق الانفاق، علما ان الايام السابقة اقتصر القصف خلالها على استهداف طائرات من دون طيار للمجموعات بواسطة الصواريخ الموجهة، في محاولة منه للتخفيف من خسائره البشرية.
عليه، تكشف المصادر ان حزب الله بدا عمليا التحضير لمرحلة جديدة من المواجهات، تختلف في معطياتها عن الفترة السابقة، وقد تكون اشارة انطلاقها اطلالة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بالامس، والتي فرضت معادلات جديدة، جزء اساسي منها مرتبط بتوازنات القوى ومعادلات الردع الخاصة بالساحة اللبنانية للفترة ما بعد انتهاء معارك “طوفان الاقصى”.