هل حُسمَ إسم القائد الجديد للجيش؟

هل يكون القرار بتأجيل تسريح قائد الجيش ضحية تقاذف بين المجلسيْن؟ يبحث مجلس الوزراء عن الاجماع على الخطوة وهو مستحيل، ويشترط مجلس النواب الموافقة على جدول أعمال كامل، وهو مستحيل أيضاً.

بين ساعة وساعة تتغير مجريات البحث في مصير قيادة الجيش. لا قرار نهائياً بعد وسط مؤكدٍ وحيد هو أنّ الأميركيين دخلوا بقوة على خط منع الفراغ في رأس المؤسسة العسكرية، وأنّ مسؤولين اجتمعوا بمجموعة ضباط مرشحين لتولي المنصب. معطى ثالث إضافي يقول إنّ «حزب الله» يسير خلف رئيس مجلس النواب نبيه بري في ما يقرره، وسواء رئيس المجلس أو حكومة تصريف الأعمال فكلاهما يفضل إرجاء بت مصير القائد إلى أن تضيق المسافة الزمنية لإنتهاء ولاية العماد جوزاف عون ويفرض طرح الحل البديل بالتمديد أو بتعيين الأصيل.

حالياً تشكّل قضية التمديد لقائد الجيش الشغل الشاغل للمسؤولين مقابل غياب الملفات الأخرى، وأولها وأهمها ملف رئاسة الجمهورية الذي بات مصيره معلقاً على حصول تسوية مرتبطة بالوضع العام في المنطقة. كما تشهد قضية قائد الجيش وخلفه مسار البحث الدولي الإقليمي، بدخول لاعبين من الخارج كالأميركيين الباحثين عن حل يجنّب المؤسسة العسكرية الفراغ.

ودخل ملف قيادة الجيش بازار الأسماء والمصير المجهول ما بين التمديد للقائد الحالي ستة أشهر أو تعيين قائد جيش أصيل. الطرحان متداولان ولحظة الحسم لم تحن بعد، وإنّ كانت أجواء المعنيين تشي بالعكس.

وتدريجياً يبدو أنّ التمديد يبتعد عن القائد الحالي ليصبّ في مصلحة تعيين أصيل والأسماء المطروحة والمؤهلة لتولي المنصب ليست كثيرة وتكاد تكون محصورة بثلاثة لتولي القيادة، لكن واحداً بينها هو الأوفر حظاً، وتؤكد مصادر مطلعة إنّ تعيينه قد حسم مبدئياً وهو يحظى بقبول كل الجهات السياسية وتربطه علاقات وثيقة بالخارج وهو من الأسماء التي تحظى بالتأييد خارجياً.
ad

وتتحدث معلومات موثوق فيها عن اتفاق عقد مساء أمس الأول بين معنيين بالملف، وتم الإتفاق على تعيين قائد جيش بالأصالة بدل تأجيل تسريح القائد الحالي، والإسم المرشح لخلافته تبلّغ القرار، وهو كان التقى بري وعدداً من المسؤولين أطلعوه على أجواء مداولاتهم.

كما كان من بين الشخصيات العسكرية التي شملتها جولة مسؤولين أميركيين من أجل البحث في وضع المؤسسة العسكرية. وتنقل مصادر مقرّبة أنّ ما يهمّ أميركا في الداخل اللبناني حالياً هو الحؤول دون حصول فراغ على رأس المؤسسة العسكرية. وثمة معلومات أنّ هناك توجهين أميركيين تجاه ملف القيادة العسكرية، الأول يؤيّد التمديد للقائد الحالي، والثاني لا تعنيه الأسماء بقدر ما يهمّه ملء المنصب وعدم الفراغ.

رغم تأكيد المقرّبين تأييده التمديد، تنفي مصادر سياسية موافقة «حزب الله» على التمديد لقائد الجيش، وأنّه ليس في وارد خوض المعركة من أجل ذلك، ولكنه لن يمانع إن حصل التمديد. لا يريد «حزب الله» أن يتبنّى الفراغ في الموقع الماروني الثالث ويتلطّى خلف مواقف «التيار الوطني الحر» والرئيس ميشال عون على أساس أنّ المعارضة مسيحية، وفي الوقت نفسه، يؤيّد بري في اعتباره التمديد من مهمات الحكومة، لكنه غير مستعد لإقناع حليفه بالتمديد من داخل الحكومة.

وفي آخر الصيغ المتداولة لتعيين قائد أصيل موافقة باسيل والثنائي وبكركي على أن يكون التعيين ضمن سلة كاملة تُعدّ بروية وهدوء لن يكون شرط إقرارها بالضرورة عودة وزراء «التيار» إلى الحكومة، فما يفضّله باسيل هو العودة إلى المراسيم الجوالة، لكن من غير المعروف ما اذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيوافق عليها.

رغم رغبة البعض في الحسم إلّا أنّ الأمور مفتوحة على أكثر من احتمال، فالمتعارف عليه في لبنان أنّ الحل النهائي عادة ما يكون مرهوناً باللحظات الأخيرة.

اترك تعليق