تتصاعد وتيرة المواجهة عند الحدود اللبنانية الجنوبية، حيث تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان- حزب الله، استهداف مواقع وتجمّعات تابعة للجيش الإسرائيلي بالصواريخ والأسلحة المناسبة، وتحقّق إصابات مباشرة فيها.
وأعلنت “المقاومة”، فجر اليوم السبت، أنّ مقاتليها أسقطوا بصاروخ “أرض – جو” طائرة مُسيّرة إسرائيلية من طراز “هيرميز 450″، وهي طائرة قتالية مُتعددة المهام.
وأشارت في بيانها إلى أنّه “شوهد حُطام الطائرة الإسرائيلية يتساقط فوق منطقة إصبع الجليل”.
وأوضح محلّل الميادين للشؤون العسكرية والاستراتيجية، شارل أبي نادر، أنّ المسيّرة التي أسقطتها المقاومة هي طائرة رصد واستعلام، كما أنها طائرة مقاتلة أيضاً، ما يعني أنها تعمل في الاتجاهين.
وأكد أبي نادر أنّ مسيّرة “هيرميز 450” هي طائرة ذات قدرات متطورة، تملك مدة طيران تصل إلى 20 ساعة، موضحاً أنّ “هذه ميزة فريدة، إذ إنها مدة تعتبر طويلة جداً في الرصد والأعمال القتالية”.
وأضاف أنّ من مميزاتها أنها تملك القدرة على الاستهداف البعيد بصواريخ موجّهة أو نصف موجّهة، كما أنها تتميّز بمدى عمل يبلغ 200 كيلومتر.
واعتبر أبي نادر أنّ هذا التطوّر العسكري كان منتظراً، لأنّ مسار إدخال المقاومة اللبنانية مؤخراً الأسلحة النوعية كان من الواضح أنه مسار متصاعد وثابت.
كذلك، شدّد على أنّ إسقاط طائرة مثل هذه يتطلب قدرات نوعية، مشيراً إلى وجود ارتفاع في مستوى الدفاع الجوي لحزب الله.
ورأى أنّ هذه الخطوة تشكّل تحولاً مهماً وأساسياً، لافتاً إلى أنّ خصوصية هذا الموضوع وحساسيته هو أنه حصل على جبهة إسرائيلية الشمالية، التي يوجد ضغوط كبيرة عليها مؤخراً بعد أن تمّ إعماء كل أجهزة الرصد الأرضية، وبعد أن تمّ إبعاد سلاح المدرعات عن المراكز والنقاط التي كانت تؤثر في الرصد والرماية على الحدود اللبنانية.
وبحسب ما تابع، أتى هذا الإنجاز ليخفّض من مستوى بنية العدو الدفاعية على هذه الجبهة، ومن مستوى السلاح الذي لجأ إليه الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة على الحدود، وهو المسيّرات، الذي أصبح مهدّداً بشكلٍ كامل وفاعل.
يُشار إلى أنّ قلق الجيش الإسرائيلي من الجبهة الشمالية يتصاعد نتيجة ضربات المقاومة الإسلامية في لبنان الآخذة في التوسّع.
وفي وقتٍ سابق، لفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ الجيش الإسرائيلي “في حالة دفاع في الشمال، حيث نتلقّى ضربات وإصابات”، مؤكداً أنّ حزب الله تعلّم “التحصّن وتعلّم تقنيات سلاح الجو”.