لم يتعدَّ الدقائق كان لقاء الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي تقول أوساطه انه فوجئ بطلب لودريان الموافقة على التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون في قيادة الجيش.
لم يتردد باسيل في اعتبار ان هذا الطلب يعتبر نوعاً من التدخل السافر في مسألة سيادية، فما كان من لودريان الا ان حزم أوراقه وغادر على عجل.
وتكشف مصادر التيار الوطني، بحسب “اللواء” عن السبب الذي ادى إلى تقصير لقاء الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان الى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لبضع دقائق فقط خلافا لما كان متوقعا، وتشير إلى انه منذ بدء اللقاء فاجأ لودريان باسيل باصرار فرنسا على التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، نظرا لاهمية وجوده في سدة القيادة في هذه الظروف الصعبة وللحفاظ على الأمن والاستقرار، حسبما قال.
واستنادا للمصادر نفسها فإن باسيل بدا مستاء من هذا الطلب، وبادر ضيفه بالقول: انت هنا في مهمة للمساعدة بانتخاب رئيس الجمهورية، في حين ان مسألة التمديد لقائد الجيش التي نرفضها ونعارضها، هي شأن داخلي يتم بحثه في ما بيننا، ولا شأن للخارج فيها، وهي خارج نطاق مهمتكم .
وتقول المصادر ان جو اللقاء تكهرب منذ الدقائق الاولى، ونهض لودريان مستاء وغادر ميرنا الشالوحي، وسجل بأن هذا اللقاء هو الاقصر في سلسلة اللقاءات التي عقدها الموفد الرئاسي الفرنسي مع المسؤولين والقيادات اللبنانية خلال زيارته هذه.
وحسب مستشار باسيل (انطوان قسطنطين)، فإن رئيس التيار كان يحضر نفسه للحديث في رئاسة الجمهورية، من زاوية التقاطع مع قوى نيابية حول اسم المرشح جهاد ازعور، ولكن التيار الوطني الحر جاهز للحوار مع الجميع للاتفاق على اي مرشح آخر فإذا بلودريان يفاجئه بطلب التمديد لعون، واضاف الى ما ذكر سابقاً اننا «اعتدنا من فرنسا احترام سيادة الدول والقانون».
يشار إلى ان لودريان بدأ الكلام بإثارة 3 ملفات مترابطة على جدول الاعمال اللقاء: القرار 1701 ورئاسة الجمهورية والتمديد لقائد الجيش، فطلب باسيل شطب البند الثالث، لكن لودريان قال له ليس بامكاني فعل ذلك، فأنا مكلف من بلادي لبحث المواضيع الثلاثة كسلة واحدة، وحدث انفعال فانفضاض للقاء.
من جهتها، أشارت “الاخبار” الى أن «زبدة» زيارة لودريان تكشّفت في اللقاء بين لودريان ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، والذي استمر أقل من 10 دقائق خرج بعده الزائر الفرنسي غاضباً من الجلسة التي وُصفت بـ«الحامية». وفي المعلومات أن الموفد الفرنسي كان سريعاً في الانتقال من بحث الملف الرئاسي، الذي يُفترض أنه أساس مهمته، إلى موضوع التمديد للعماد عون. فعاجل باسيل بسؤاله عن موقفه من التمديد، وبأنه الوحيد الذي يعارض الأمر، مع «كلام غير مقبول ديبلوماسياً» فُهم منه بأنه إشارة الى تداعيات غير جيدة لهذا الموقف. وشدّد لودريان على أن الفراغ في قيادة الجيش «يمسّ بأمن لبنان وبأمن فرنسا وأوروبا»! وعلمت «الأخبار» أن باسيل استغرب تدخل فرنسا في تعيين قائد للجيش في لبنان، وسأل الضيف الفرنسي عن «المنطق الذي تدعوننا وفْقَه الى مخالفة القانون والدستور، في وقت تقولون فيه إنكم تريدون منّا إجراء إصلاحات وإقامة دولة قانون»، مشيراً إلى أن موقف التيار من التمديد لعون لا علاقة له بشخص قائد الجيش، «وهذا كان موقفنا من التمديد للنواب عام 2009 ومن التمديد للمدير العام للأمن العام السابق اللواء عباس إبراهيم». وأضاف باسيل: «ربما كان لنا كلام آخر لو لم تكن هناك مخارج قانونية. ولكن في ظل وجود هذه المخارج، فإنّ أحداً لن يجبرنا على تغيير موقفنا حتى لو بقينا وحدنا. وإذا كنا فعلاً وحدنا، فاذهبوا ومدّدوا له ولا تنتظرونا».