تستعد الطائفة المسيحية التي لها جذور تاريخية في مدينة صور اللبنانية للاحتفال بعيد الميلاد، فيما تخيم على المنطقة أشباح الصراع مع إسرائيل وتمثل أصوات القصف المتقطعة على الحدود تذكيراً دائماً بمخاطر اندلاع حرب.
وليس هناك ما يشير إلى اقتراب موسم الأعياد في المدينة القديمة الخلابة التي لجأت إليها عائلات من القرى الواقعة على الحدود، خلال أسوأ موجة من الأعمال القتالية مع إسرائيل منذ 17 عاماً.
وقال زهير حلاوي، صاحب مطعم وفندق الفنار في المدينة القديمة: “لم يشتر أحد زينة لأن الجنوب في حالة حداد وألم”.
وعلى بعد نحو 20 كلم من الحدود، تمثل المدينة الواقعة في أقصى جنوب لبنان ملاذاً للعديد من الأهالي منذ اندلاع الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله، وهي إحدى تداعيات الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة.
وأضاف “إذا استمر الأمر على هذا النحو، فلا أعتقد أننا سنقيم حفلة رأس السنة أو حفلة عيد الميلاد”، مشيراً إلى أن العديد من الحجوزات ألغيت.
ومدينة صور هي موقع لإحدى الحضارات القديمة على البحر المتوسط، ويقطنها سكان غالبيتهم من الشيعة الذين يعيشون جنباً إلى جنب مع طائفة مسيحية لها جذور تاريخية في المدينة القديمة.
وقالت ثريا علامة، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 31 عاماً، إنها فرت من قرية دبل التي يسكنها زوجها على الحدود لتقيم مع والديها في صور.
وأضافت ثريا أن أحد أقاربها الذي يعيش في قطر وعادة ما يعود إلى بلاده مع أسرته لقضاء عيد الميلاد لن يأتي هذا العام بسبب الصراع الذي يمثل أسوأ أعمال قتالية بين إسرائيل وحزب الله منذ حرب عام 2006.
ويعد الصراع ضربة أخرى لبلد لا يزال العديد من سكانه يعانون من آثار انهيار مالي كارثي وقع قبل أربع سنوات.