سجلت الجبهة الجنوبية المزيد من التصعيد أمس، مع توسيع تدريجيّ لقواعد الاشتباك والقصف الصاروخي بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ما يرفع من احتمالات التدحرج الى حرب واسعة النطاق.
وبدا واضحا ان الجبهة الجنوبية المشتعلة تشهد ما يمكن اعتباره التصعيد الأشد خطورة منذ شرارة اشتعالها الأولى في الثامن من تشرين الأول الماضي، غداة عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس في غلاف غزة.
وبحسب ” النهار” انه، فإلى المواجهات الميدانية بين إسرائيل وحزب الله الآخذة في التصاعد واحيانا في الاتساع نحو أعماق لا تزال مدروسة ومحسوبة، اتخذت المجزرة الإسرائيلية الأخيرة في بنت جبيل والتي أودت بثلاثة مواطنين من عائلة واحدة تحت ركام منزل مزيدا من الدلالات التصعيدية الاستفزازية التي رسمت تساؤلات عما تزمع إسرائيل القيام به تباعا في قابل الأيام ما دامت تدرك سلفا ان استهداف الأحياء السكنية والمدنيين سيؤدي الى ردود مماثلة من “حزب الله”، وهل “آن أوان” إشعال فتيل الحرب الشاملة اقترب ويقترب تبعا خلافا لكل التقديرات التي تعظم حجمها أخيرا حيال استبعاد حرب واسعة في لبنان؟
اذ انه بصرف النظر عن “ظاهرة” شبه اجماعية في الصحافة الإسرائيلية تركز على تعاظم احتمالات نشوب حرب في لبنان فان طبيعة التصعيد الميداني في الأيام الأخيرة باتت ترسم خطا بيانا مثيرا للمخاوف الجدية من حرب ربما للمرة الأولى على هذا النحو منذ بدء الامر الواقع الميداني الطارئ الذي أطاح عمليا او علق حتى اشعار اخر مندرجات القرار 1701.
ولم يكن أدل على ذلك في الساعات الأخيرة من تصاعد المناخات التفجيرية عقب المجزرة العائلية التي ارتكبتها إسرائيل في بنت جبيل اذ رد “حزب الله” بالقصف الأشد عنفا وكثافة لكريات شمونه منذ بدء المواجهات، فيما انبرى وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين لتهديد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالاه مباشرة بالتصفية والاغتيال. وبذلك تبدو الأيام المقبلة مفصلية وحاسمة اقله لجهة بلورة المسار الميداني التصاعدي في الجنوب فيما لا تظهر أي معالم مطمئنة إلى ضمانات خارجية ودولية حاسمة تحول دون تدهور أوسع واخطر قد يحصل ويشكل هذه المرة الفتيل الأخطر لاشعال حرب واسعة.
وفي أي حال فان معالم التصعيد الأكبر ارتسمت مع مسارعة “حزب الله” الى الرد على استهداف المدنيين في بنت جبيل فاعلن انه استهدف مستعمرة كريات شمونة بـ30 صاروخ كاتيوشا.
كما ان هيئة البث الإسرائيلية أعلنت ان “حزب الله” أطلق صواريخ على رأس الناقورة خلال وجود وزير الخارجية الإسرائيلي وعدد من السفراء في الشمال