توقع خبراء ومحللون سياسيون، أن تلقي عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، تداعيات سلبية على المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية وقطرية، كأن تتجه الحركة لـ”تجميد” الاتصالات مع الوسطاء ووقف المفاوضات “مؤقتا” لحين الرد على هذه العملية.
وأسفرت الضربة التي نفذتها مسيّرة إسرائيلية استهدفت مكتبا تابعا لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، الثلاثاء عن مقتل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس واثنين من قيادات الحركة.
وجاءت عملية اغتيال العاروري بينما كانت إسرائيل وحماس تدرسان المبادرتين المصرية والقطرية الخاصتين بتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، بما يضمن الوصول إلى وقف تام للحرب على غزة.
وكشف موقع “أكسيوس”، نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن وسطاء قطريين أبلغوا إسرائيل أن حماس “وافقت من حيث المبدأ” على استئناف المحادثات بشأن اتفاق جديد، لتأمين إطلاق سراح نحو 30 رهينة محتجزة في غزة، مقابل وقف القتال لعدة أسابيع.
بيد أن صحيفة “يديعوت أحرونوت” أكدت أن تل أبيب ليست مستعدة لقبول “شروط خيالية” تضعها “حماس” لإتمام صفقة جديدة.
وبعد استهداف العاروري، رجحت صحيفة “فايننشال تايمز”، تعطل المفاوضات بين إسرائيل وحماس على وقع تلك العملية.
نقلة نوعية
يرى الباحث في الشؤون الدولية، هاني الجمل، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية “نقلة نوعية في استهداف قادة حماس، وبمثابة تنفيذ للمرحلة الثانية من عمليات إسرائيل بالتركيز على قادة الحركة على حساب خفض مستوى استهداف المدنيين”.
ويعتقد الجمل أن “المفاوضات حول تبادل الأسرى لها مسار استراتيجي آخر بعيد كل البعد عما حدث في الاغتيال، لرغبة الأطراف في هدنة إنسانية تفيد الطرفين بسبب عدم تحقيق إسرائيل لنجاح في غزة، أو قدرة حماس على إطالة أمد الحرب لما يتكبده الأبرياء من عمليات قتل”.
وأوضح أن عملية الاغتيال قد تؤدي إلى توسيع نطاق الصراع في المنطقة، وقد تقع هجمات تحت مسمى “الذئاب المنفردة” ضد المواقع الإسرائيلية، وخاصة في مدينة حيفا.
الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، أيمن سمير، قال في تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه لم يعد من الطبيعي أن توافق حماس على صفقة مع إسرائيل “غدا أو بعد غد مثلا”.
وأشار إلى أنه من المنتظر أن تؤدي العملية لتأجيل المفاوضات بشأن الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وقد تدفع حماس لمزيد من التشدد وتقديم طلبات إضافية بما يُعطّل هذه الصفقة ويطيل أمد الحرب.
وبيّن سمير قائلا: “أعتقد أن إسرائيل لم تحقق هدفا عسكريا كبيرا من اغتيالها للعاروري، لكن العملية قد تؤدي إلى تداعيات سلبية سواء على ملف الرهائن أو لبنان أو توسع الحرب بين حماس واسرائيل من خلال استهداف المصالح الإسرائيلية”.
أكدت حركة حماس اغتيال القيادي في الحركة صالح العاروري في ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء، مع اثنين من قادة كتائب القسام.
أوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن طائرة مسيّرة إسرائيلية قصفت مكتبا لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل.
نشرت وسائل إعلام محلية مقطع فيديو يظهر دمارا في منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية التي تعد معقل حزب الله، وأظهرت صور متداولة النيران وهي تتصاعد.
دان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الانفجار، معتبرا أنها “جريمة إسرائيلية جديدة تهدف حكما إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات، بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب، والتي تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى”.
لفت ميقاتي أن “هذا الانفجار هو حكما توريط للبنان ورد واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان”، مطالبا الدول المعنية ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف استهدافاتها، مع تحذيره من لجوء المستوى السياسي الإسرائيلي إلى تصدير إخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية لـ”فرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة”.
نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” قوله، إن إسرائيل هي المسؤولة عن اغتيال العاروري.
ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طالب الوزراء بعدم التعليق على اغتيال العاروري.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد هدد بقتل العاروري حتى قبل بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في 7 أكتوبر.