التزم الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله أمس برنامج كلمته التي كانت مقررة سلفاً في ذكرى اغتيال الأميركيين قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد قبل أربع سنوات، لكنه في نهاية الكلمة المطوّلة أعطى حيّزاً للكلام على اغتيال القائد في حركة «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الثلاثاء، معتبراً أنّ ما جرى «جريمة خطيرة لن تبقى من دون ردّ وعقاب وبيننا الميدان والأيام والليالي». وكانت خلاصة الموقف الذي أعلنه نصرالله بعد حالة الترقب لما سيردّ به «الحزب» على اغتيال إسرائيل القائد الفلسطيني و6 آخرين من قادة «حماس» وكوادرها، قوله: «حتى الآن، نقاتل في الجبهة بحسابات مضبوطة، لذلك ندفع ثمناً من أرواح شبابنا»، منبهاً من أنه «إذا فكر العدو في أن يشنّ حرباً على لبنان فسيكون قتالنا بلا سقوف وبلا قواعد وبلا حدود وبلا ضوابط».
وفي سياق متصل، أعلن المكتب الإعلامي لـ» حماس» في لبنان، موعد تشييع العاروري والقيادي عزام الأقرع، ومحمد الريس أحد كوادر الحركة في الثالثة عصر اليوم من مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة – بيروت إلى «مقبرة الشهداء» في مخيم شاتيلا.
وفي الإطار نفسه، قال مصدر أمني لبناني بارز لوكالة «فرانس برس» إنّ القصف الذي أدّى الى مقتل العاروري وستة آخرين في الضاحية الجنوبية لبيروت، ناجم عن «صواريخ موجّهة» أطلقتها طائرة حربية إسرائيلية وليست طائرة مسيّرة، مستنداً الى عاملين: «الأول دقة الإصابة لأنه لا يمكن لمسيّرة أن تصيب بهذه الدقة، والثاني زنة الصواريخ المقدرة بنحو مئة كيلوغرام لكل منها».
وفي المواقف الداخلية من مقتل العاروري، استنكر الرئيس فؤاد السنيورة «جريمة الاغتيال الجبانة «، لكنه سأل: «هل من المناسب أن يتواجد في لبنان هذا العدد من المنظمات الفلسطينية المسلحة وغيرها من منظمات مسلحة في مناطق لبنانية متعددة، ومنها في الضاحية الجنوبية لبيروت، في هذه الظروف الصعبة التي يجري خلالها تحميل لبنان أحمالاً ومسؤوليات ليس قادراً عليها؟ فضلاً عن أنّ هذا الأمر يتطلب موافقة السلطات الرسمية اللبنانية عليه».
وفيما بقيت جبهة الجنوب على حماوتها أمس أفيد ليلاً عن اغتيال اسرائيل مسؤول «حزب الله» في منطقة الناقورة وثلاثة من رفاقه بغارة جوية.