يستمر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في تكريس تمايزه عن الحلفاء كما الخصوم، راسما خطا بيانيا بين ما هو داخلي يحتاج إلى وفاق وطني وما هو خارجي لا يواجه الا بوحدة المؤسسات الدستورية وتكاملها.
فيما خص تثبيت الحدود البرية ومهمة الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين، يربط باسيل بين حصول اي اتفاق ترسيم ووجود رئيس للجمهورية اذا ان «إقرار اتفاق او القيام بأي أمر يسهم بالترسيم والانتهاء منه يحتاج الى وجود رئيس».
وحول حماية لبنان يرى باسيل ان «الدولة والوحدة الوطنية التي تتضمن الشراكة كذلك الاستراتيجية الدفاعية المتلازمة مع السيادة الوطنية كلها عوامل تحمي لبنان، فهناك ثلاثة أمور اساسية لبناء مستقبل لبنان، أولها تحييده عن الصراعات وليس الحياد من دون أن يفك التزامه بقضايا المنطقة وبالقضية التي لديه عليها إجماع عربي كالقضية الفلسطينية أو قضية الصراع مع إسرائيل، وفي هذا الطرح يتقارب جدا مع طرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ايضا هناك تطوير النظام وركيزتها اللامركزية الإدارية، ما يعني تطبيق احد ابرز البنود الإصلاحية في دستور الطائف والتي لم تطبق لحد الآن، وأخيرا خلق نموذج اقتصادي ومالي يرتكز على الإنتاج وتمويل الاستثمار وركيزته الصندوق الائتماني، وما يقصده باسيل بهذا الصندوق هو عدالة توزيع الثروات وعائداتها».
أما مقاربته لملف الاستحقاق الرئاسي يتمسك باسيل بطرحه القائم على ان «الحل من خلال انتخاب رئيس توافقي لأن الأسماء المطروحة حاليا ليس لديها فرصة للوصول، وفي ذلك تجديد رفضه انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون او رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مع تمسكه بالشراكة في الحكم وادارة الشأن العام من خلال تأكيده انه ممنوع على المسيحيين أن يكونوا خارج السلطة او الحكم او الدولة او الوطن ولا يمكن أن يكون هناك سلطة دون المكون المسيحي والا لا تستقيم الأمور».
ماذا عن العلاقة مع حزب الله؟
يرى باسيل ان «ورقة التفاهم لا تستطيع رعاية العلاقة بيننا وبين حزب الله، وقد فشلنا أن نقول للناس إن هذا التفاهم بنى لهم دولة، وقد قلت هذا الكلام في العام 2012 وليس اليوم، كنا نأمل ان نشهد الدور الإصلاحي كما الدور المقاوم، ما يعني تجديد اتهامه للحزب بعدم الانخراط في العملية الاصلاحية، لعلاقة مع «حزب الله» هي حول الموضوع، اي قائمة على القطعة».
يميز باسيل بين «اتفاقه مع حزب الله على حماية لبنان في مواجهة اسرائيل، وبين مسؤولية الحزب في استخدام القوة التي لديه لتحصيل حقوق لبنان بصراعه مع اسرائيل، ووثيقة التفاهم تطرقت الى الدفاع عن لبنان، ولكنها لم تتناول تحرير فلسطين التي هي اصلا مهمة الفلسطينيين على أرضهم وليس على ارضنا، وفي الحوار اللبناني – اللبناني اتفقنا على نزع السلاح الفلسطيني وانتهينا من الكفاح الفلسطيني المسلح، وطالما اصبح بإمكان الفلسطيني القتال على ارضه أصبحت مهمته القتال على أرضه وتحديد كيف يريد اقامة دولته».
ولأول مرة يبث باسيل «لواجع» حبه لرئيس مجلس النواب نبيه بري بقوله انه «بالشخصي أحب الرئيس بري كثيرا، ولكن هناك أمور تبعا للتجربة التي يجب ان تكون علمتنا أنه يجب ان نتعاون عليها أكثر لنستطيع تخليص البلد فيها كموضوع الرئاسة والدولة المدنية، وهو بذلك يرسل الى بري رسالة واضحة عن استعداد لتحالف قائم على مشروع سياسي – اصلاحي».
يتمسك باسيل بالأمل لجهة عودة انتظام الأمور على الساحة السياسية السنية في لبنان اذ «أمل أن يعود تيار المستقبل عن اعتكافه، ويجب ألا يشعر أحد من الطائفة السنية أنه مبعد أو مهمش أو يمكننا عمل شيء من دونه، وفي امنياته حنين الى فترة الوئام القصيرة التي تعاون في خلالها مع الرئيس سعد الحريري والتي لم تعمر طويلا».
لا يخفي باسيل طرحه المتقدم حول السلام في المنطقة، وهو يتعارض مع توجهات حليفه حزب الله، اذ يؤكد باسيل انه «مع منطق السلام لأن هذه المنطقة التي نعيش فيها خلقت فيها الديانات السماوية، ومن هنا نحن مع فكرة العيش المشترك وأرض فلسطين هي التعبير عن هذا الشيء، والقدس يجب ان تكون المدينة المفتوحة لكل الأديان، وهنا تخطئ اسرائيل بإقفالها، وهناك قيادات سياسية عملت للسلام و«7 اكتوبر» يجب ان تولد تيارا سياسيا وشعبيا وقياديا اسرائيليا جديدا يطالب بهذا المنحى، وكأنه بهذا الطرح يؤشر الى مرحلة رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق اسحاق رابين الذي اغتاله المتطرفون الاسرائيليون لنزوعه نحو مشروع السلام الشامل في المنطقة ومبدأ الأرض مقابل السلام».