استمر العدوان الاسرائيلي على الجنوب، يوم أمس، إلّا أن تصعيداً سُجّل مع زعم العدو الإسرائيلي تنفيذ عملية اقتحام برّي في عيتا الشعب، وهي العملية البرية الثانية في غضون أيام قليلة، بعد إعلان “كتائب عز الإسلامية” اقتحام الحدود وتنفيذ عملية في الداخل الإسرائيلي يوم الأحد، ما يشي بأن التصعيد سيّد الموقف في الأيام المقبلة.
ولا يتوقف هذا التصعيد على الجنوب فحسب، بل ينسحب إلى البحر الأحمر، حيث يستمر الحوثيون بمهاجمة السفن الغربية، وكان آخرها قصف سفينة يونانية ترفع علم مالطا أمس، في حين تتحرّك الدوائر الديبلوماسية الأوروبية والغربية للضغط من أجل تنفيذ عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين تحت عنوان “ضمان أمن الملاحة في المنطقة”.
وتتوسّع رقع التصعيد في المنطقة، وتصل إلى حدود إيران، التي نفّذت عمليتين نوعيتين خارج الحدود، الأولى كانت قصف مواقع في إقليم كردستان ليل الإثنين، والثانية قصف مواقع في باكستان يوم أمس الثلاثاء، وتزعم إيران أنها مواقع “إرهابية”، إلّا أن هذه الضربات قد تكون مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة، والصراع الحاصل في الإقليم.
بالعودة إلى الشق المحلي، انتظر المعلمون والتلاميذ والأهل انتهاء اليوم التربوي الطويل أمس بفارغ الصبر، لمعرفة لون الدخان الذي سيتصاعد، وما إذا كان الاجتماع في وزارة التربية سينجح ويعفي البلاد والمدارس من إضراب الأساتذة ويعطيهم حقوقهم، أم أن المعنيين سيفشلون في مهمتهم، ويبدأ المد والجزر.
نجح الاجتماع مبدئياً، وتم الاتفاق على تخصيص مخصّصات للأساتذة المتقاعدين، على أن يتم إقرار الاتفاق المتعلّق بهذا الشأن رسمياً في غضون 48 ساعة، وفي حال فشل هذا الأمر، فإن الأساتذة سيهدّدون بالإضراب من جديد، وتعود الأمور إلى المربّع الأول.
من المفترض أن تتحمّل المدارس الخاصة، التي رفعت أقساطها وجعلتها بالدولار الأميركي، والتي تتلقى المساعدات من الداخل والخارج، وتحقّق أرباحاً خيالية، عبء هذه التكاليف، إلّا أن ثمّة خوف حقيقي لدى الأهالي من زيادة الأقساط مرّة جديدة لتغطية الزيادات، فتكون المدارس قد تهرّبت من مسؤلياتها من جديد، ويكون المواطنون قد تحمّلوا مرّة جديدة عبء الزيادات.
في هذا السياق، تؤكّد رئيسة اتحاد لجان الأهل في المدارس الحاصة لمى الطويل، التي شاركت في الاجتماع التربوي، أن الاتحاد حريص على مصلحة الطلاب والأهالي، وعلى عدم زيادة الأعباء على كاهلهم، وفي الآن عينه على مصلحة الأساتذة الذين يستحقون الزيادات.