في وقت تنزلق فيه المنطقة بشكل خطير صوب تصعيد كبير للصراع جراء تبعات الحرب الدائرة في قطاع غزة، وبينما يقود المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان، آموس هوكستين، مساعي دبلوماسية، تهدف إلى إعادة الأمن على الحدود بين إسرائيل ولبنان، رفض حزب الله مبادرة للتهدئة.
فقد كشف مسؤولون لبنانيون، أن حزب الله من إيران رفض أفكارا أولية من واشنطن لتهدئة القتال الدائر مع إسرائيل عبر الحدود، تضمنت سحب مقاتليه بعيدا عن الحدود.
وقال مسؤول لبناني كبير مطلع على تفكير حزب الله إن الأخير رغم رفضه مستعد للاستماع، لكنه أكد في ذات الوقت أن الحزب اعتبر الأفكار التي قدمها هوكستين خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي غير واقعية، وفق ما نقلت رويترز اليوم الخميس.
فعلى الرغم من هذا الرفض ورشقات الصواريخ التي يطلقها حزب الله دعما لغزة، أفاد مسؤول لبناني آخر ومصدر أمني أن انفتاح الجماعة المسلحة على التواصل الدبلوماسي.
وأشار إلى، “رغبتها في تجنب حرب أوسع حتى بعد استهداف إسرائيل قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، في الثاني من كانون الاول، واغتيال قيادي بارز من حماس”.
أما فيما يتعلق بتلك المقترحات أو الأفكار الأميركية التي طرحت، فكشفت ثلاثة مصادر لبنانية ومسؤول أميركي أن أحد الاقتراحات التي تم طرحها الأسبوع الماضي هو تقليص الأعمال القتالية عبر الحدود بالتزامن مع تحرك إسرائيل صوب تنفيذ عمليات أقل كثافة في قطاع غزة.
فيما تضمن مقترج آخر بأن ينقل حزب الله مقاتليه ويبعدهم لمسافة سبعة كيلومترات عن الحدود، حسب ما أوضح اثنان من المسؤولين اللبنانيين الثلاثة. وكانت إسرائيل طالبت سابقا بابتعادهم مسافة 30 كيلومترا إلى نهر الليطاني كما هو منصوص عليه في قرار للأمم المتحدة صدر عام 2006.
لكن جماعة حزب الله رفضت الفكرتين ووصفتهما بأنهما غير واقعيتين.
إلا أن الحزب ألمح رغم ذلك، إلى أنه بمجرد انتهاء الحرب في غزة قد يكون منفتحا على فكرة تفاوض لبنان على اتفاق عبر وسطاء بشأن المناطق الحدودية محل النزاع، حسب المسؤولين.
وفي نفس السياق، قال مسؤول كبير في حزب الله لرويترز طالبا عدم الكشف عن هويته “بعد الحرب على غزة نحن مستعدون لدعم المفاوضين اللبنانيين لتحويل التهديد إلى فرصة”، لكنه لم يتطرق إلى اقتراحات بعينها.
ومنذ تفجر الحرب الإسرائيلية على غزة، إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية مجاورة للقطاع الفلسطيني، لم تهدأ المواجهات والمناوشات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وأسفرت المواجهات المتبادلة على الحدود حتى الآن عن مقتل 190 شخصاً على الأقل، بينهم أكثر من 140 عنصراً من حزب الله و3 صحافيين، وفق فرانس برس.
كذلك أدت المناوشات شبه اليومية التي انطلقت منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى نزوح نحو 76 ألف لبناني من البلدات الحدودية.
في حين أحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم 9 عسكريين.