تكاد تكون الثلوج التي حملتها العاصفة “دانييلا” الى لبنان، فسحة البياض الوحيدة التي شهدتها البلاد أخيراً، في ظلّ التّصعيد المتواصل عند الحدود الجنوبية وما رافقه من تأهّب إسرائيلي بعد مناورات عسكرية، إضافة الى الجدل المستمرّ بشأن الموازنة التي أقرّها مجلس النواب، والملف الرئاسي الذي لا يزال عالقاً في عنق الزجاجة.
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي مساء السبت، رفع مستوى الجاهزية عند الجبهة الشمالية المحاذية للحدود الجنوبية للبنان، وذلك بعدما أجرت قيادة المنطقة الشمالية، تدريبات عسكريّة تحاكي حرباً مع “حزب الله”، شاركت فيها قوّاتٌ من فرق الهندسة والمظلّيين، وشملت، بحسب بيان للجيش، تمارين على “القتال في المدن والأحياء السكنيّة المكتظّة وسط ظروف جويّة شتويّة وتماشياً مع تضاريس الأراضي في الجبهة الشماليّة”.
من المناورات الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
وأمس، بقيت طوال النهار، غالبية القرى الجنوبيّة في مرمى القصف الجوّي والمدفعيّ الذي شنّه الجيش الإسرائيلي، وقال إنّه استهدف مواقع عسكرية لـ “حزب الله”، خصوصاً في بليدا ومروحين وعيتا الشعب.
في المقابل، أعلن “الحزب” استهداف عدد من المواقع الاسرائيليّة، ومن بينها، قصف محيط موقع “جلّ العلام” بصواريخ “بركان”، ومقرّ قيادة سريّة في ثكنة زبدين بمزارع شبعا بصاروخ “فلق 1”.
في الأثناء، تكرّر سيناريو الرسائل المفبركة التي تلقّاها سكّان بلدة الصوّانة الحدودية قبل يومين، وهذه المرّة مع أهالي بلدة الجُمَيجُمَة، الذين عاشوا ساعات من الرعب والذعر بفعل تلقّيهم رسائل صوتيّة ونصيّة تدعوهم لإخلاء منازلهم، قبل أن تعلن المديرية العامة لأمن الدولة، كشف مفبركي هذه الرسائل وتوقيفهم.
خان يونس والأونروا
من جنوب لبنان الى جنوب غزة، حيث لا تزال مدينة خان يونس، مسرحاً لأشرس المعارك بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، والتي تتركّز خصوصاً في محيط مستشفيَي “ناصر” و”الأمل”، اللذين يعملان بالحدّ الأدنى ويؤويان مرضى وآلاف النازحين.
وفي القطاع المدمّر والمحاصر، صوّبت إسرائيل سهامها على “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)”، متّهمةً بعض موظّفيها بالضلوع في هجوم السابع من تشرين الأول.
وفيما تعهّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بالسعي لمنع الوكالة من العمل في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، حذت سبع دول، حذو الولايات المتحدة الأميركية، وأعلنت وقف تمويلها للأونروا، وهي: أستراليا وكندا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وهولندا وألمانيا.
هذه الإجراءات، اعتبر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، أنّها “صادمة”، لا سيما في ضوء التدابير المتّخذة بحقّ الموظّفين المعنيين، من جانب الوكالة التي “يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص من أجل البقاء على قيد الحياة”.
وبينما ندّدت “حماس” بـ”التهديدات” الإسرائيلية ضدّ “الأونروا”، طالبت السلطة الفلسطينية، الدول التي أوقفت دعم الوكالة الأممية، بالعودة عن قرارها.
جهود دبلوماسية
في الغضون، وبانتظار القمّة الرباعية المنتظرة في باريس بشأن غزة، كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، عن تحرّكات إقليميّة ودوليّة لإنهاء أزمة غزة، عبر حلّ يشمل “3 صفقات رئيسية”، تبدأ بوقف إطلاق النار وتنتهي بإقامة دولة فلسطينية.
بدورها، كشفت صحيفة “فاينانشال تايمز” عن اقتراح الحكومة البريطانية خطة من 5 نقاط لإنهاء الحرب، ناقشها وزير الخارجية دايفيد كاميرون مع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأشارت إلى أن الخطة تطرح وقف الأعمال العدائية والإفراج عن الرهائن والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار، مع تحديد أفق سياسي لتأسيس دولة فلسطينيّة وتشكيل حكومة كفاءات تدير الضفة وغزة.
ومع استمرار المواقف العربية والغربية المرحّبة بدعوة “محكمة العدل الدولية”، إسرائيل، إلى منع ارتكاب أي عمل يُحتمل أن يرقى إلى “الإبادة الجماعية” في غزة، وإلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، طلبت دولة فلسطين بعقد دورة غير عادية لمجلس “الجامعة العربية” على مستوى المندوبين الدائمين اليوم الأحد، لإصدار موقف عربيّ موحّد من التدابير الموقتة التي أمرت بها “العدل الدولية” في قضية الإبادة الجماعية.
تطوّر آخر سُجّل على الساحة الإقليمية، وتمثّل بانطلاق الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة الاميركية، للبحث في سبل انهاء مهمّة “التحالف الدولي ضدّ داعش”.
وبالتزامن مع المحادثات العراقية – الأميركية، شنّت مسيّرة هجوماً على “قاعدة عين الأسد” الجوية في غرب العراق، حيث تنتشر قوات للتحالف الدولي، من دون أن يسفر عن خسائر بشرية أو أضار ماديّة.