بدأت التحضيرات للزيارة السنوية للرئيس سعد الحريري الى بيروت، لمناسبة 14 شباط. الزيارة التي لن تستغرق أكثر من 72 ساعة ستشمل لقاء مع الرئيس نبيه بري والمفتي عبد اللطيف دريان و«المخلصين»
عاماً بعد آخر ، تتحوّل ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى «التقليد» الوحيد الذي «يلمّ» تيّار المستقبل، و«المناسبة الوحيدة» للقاء الرئيس سعد الحريري الذي لا يزور جمهوره إلا «كلّ سنة مرّة»، منذ إعلانه تعليق عمله السياسي قبل عامين تماماً.طوال السنتين الماضيتين، دبّ اليأس في نفوس كثير من «المستقبليين» الذين بدأوا بالتأقلم مع فكرة «موت الحريريّة» وترتيب البيت الدّاخلي من دون وريث الحريري. لكن بعض أحداث الأسابيع الأخيرة، والتي حملت بصمات حريرية واضحة، أعادت الأمل إلى هؤلاء بأن «الزيارة السنوية» هذا العام ستكون مختلفة، بدءاً من الحملة التي شنّها تيار المستقبل دفاعاً عن رئيسة دائرة الامتحانات وأمينة سر لجنة المعادلات للتعليم ما قبل الجامعي في وزارة التربية، أمل شعبان، وليس انتهاءً بالمناقلات التي أجراها المدير العام لقوى الأمن الدّاخلي عماد عثمان، بعد استحصاله على موافقة «من وراء البحار» على «قصقصة أجنحة» فرع المعلومات، وما بينهما تزخيم مُشاركة «المستقبليين» في أكثر من انتخابات نقابيّة؛ أبرزها انتخاب نقيب المحامين في الشمال، الذي خرج من رحم «التيّار الأزرق».
لذلك، بدأت اجتماعات تنسيقية للمكتب التنفيذي برئاسة أحمد الحريري مع قياديين ومنسقين من مختلف المناطق، لدعوة المناصرين للنزول إلى الأرض وتأمين نقليات لمواكبة عودة الحريري وزيارته للضريح، تحت شعار «تعوا ليرجع»، لإبراز الإصرار على ضرورة عودة الحريري الى العمل السياسي بعد ربطاً بما يجري من تطورات وشعور الطائفة السنية بأنها يتيمة.
غير أن الإجراءات التي تسبق الزيارة لا توحي بفكاك قريب للرئيس من منفاه الإماراتي. فقد علمت «الأخبار» أن الحريري الذي يحصر لقاءاته بعدد محدود جداً من الزوار، استقبل أخيراً الوزير السابق محمّد شقير والنائب السابق غطّاس خوري ورئيس «جمعية بيروت للتنمية الاجتماعيّة» أحمد هاشميّة، وأكّد أمامهم أنّ زيارته لن تستغرق أكثر من 72 ساعة، على أن يصل إلى بيروت مساء 13 شباط المقبل أو صباح اليوم التالي. وفي المعلومات أيضاً، أن الحريري طلب إعطاء مواعيد لـ«المخلصين»، وأن أبرز لقاءاته ستكون مع رئيس مجلس النوّاب نبيه بري في عين التينة، كما سيزور دار الفتوى للقاء مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان. ويقول مقرّبون منه إنّ هذه الزيارة تأتي بعد رسالة عتب وصلت إلى «عائشة بكّار» رداً على سياسة «الأبواب المفتوحة» التي ينتهجها دريان مع خصوم «المستقبل»، وستكون بمثابة تذكير بأنّ مفاتيح الدار بيد «المستقبل». وستكون للحريري لقاءات مع منسّقي «المستقبل» في المناطق وبعض رؤساء البلديّات.
زيارة لبري والمفتي واللقاءات ستشمل «المخلصين» فقط
وتقول مصادر في التيار إن الحريري أوكل رئيس جهاز حمايته، عبد العرب، بالإشراف على التحضيرات للزيارة، ما أثار حفيظة مسؤولين في التيار اعترضوا على أداء «أبو كريم» الذي تحوّل الى «الآمر الناهي» في «بيت الوسط»، مشيرين إلى أنّ عدداً من رؤساء البلديّات والمخاتير ومنسّقي المناطق لم يحضروا أخيراً لقاءات دعاهم إليها العرب احتجاجاً على عدم وضعهم في جو التحضيرات للزيارة.