واشنطن تبلّغت سحبَ “الحزب” ملفَّ الحدود من بري وميقاتي!

في تطور غير مسبوق، أبلغت أمس مصادر ديبلوماسية الى «نداء الوطن» أنّ الولايات المتحدة تبلّغت عبر قنوات الاتصال مع بيروت أن «حزب الله»، اتخذ قراراً جديداً يتصل بالمفاوضات غير المباشرة بين لبنان واسرائيل حول الحدود البرية بين البلدين. ويقضي بـ»كف يد» رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن التفاوض الفعلي في ملف الحدود نيابة عن «حزب الله».

وتزامن هذا التطور، مع تصريح أدلى به امس وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب طالب فيه بـ»مفاوضات غير مباشرة لحل النقاط الخلافية»، على الحدود البرية بين لبنان واسرائيل. وأشار إلى أنّ «المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين «نقل إلينا بعض الأفكار، لكنها غير مكتملة».

ولم يتضح بعد، بمَن تتمثل قناة التواصل بين «الحزب» والجانب الأميركي بعد تنحية «الحزب» للرئاستين الثانية والثالثة عن هذه المهمة، علماً ان المفاوضات الخارجية رسمياً هي من صلاحيات رئيس الجمهورية حصراً، لكن هذا المنصب شاغر منذ نهاية تشرين الاول عام 2022 .

وفي معطيات المصادر الديبلوماسية المشار اليها، أنّ هناك عوامل استجدت منذ آخر موقف للأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله، أعلنه في 3 تشرين الاول الماضي، أي قبل 4 أيام من حرب غزة. ففي كلمة له في ذكرى المولد النبوي، تحدث نصرالله عما سمّاه «المؤشرات الإيجابية» المتلعقة بالتنقيب البحري، لكن سرعان ما تبيّن ان نتائج الحفر في البلوك 9 أتت سلبية.

وفي اعتقاد المتابعين لملف الحدود الجنوبية، أن موقف نصرالله الجديد يؤدي عملياً الى نقل ملف الحدود اللبنانية – الإسرائيلية الى المفاوضات الاميركية – الايرانية في صورة غير مباشرة. ما يعني ان «الحزب» استبق ما تردد عن مسعى جديد سيقوم به هوكشتاين على هذا الصعيد.

وفي هذا السياق، وكما أوردت «نداء الوطن»، فقد أسهب المبعوث الاميركي في المقابلة التي أجرتها معه شبكة CBS الاميركية العامة ضمن برنامج «Face the Nation» في الحديث عن الهدف من زيارته المقبلة للبنان واسرائيل لنزع فتيل التوتر على الحدود الجنوبية والانتقال لاحقاً لتسوية الخلافات الحدودية.

وعلى صعيد متصل، كان هوكشتاين قد سئل في المقابلة نفسها عن مهلة نهاية كانون الثاني الجاري التي حدّدها وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت كي ينجز المبعوث الاميركي وساطته، ومن ضمنها الطلب من «حزب الله» الابتعاد عن الحدود، فأجاب: «لا أعرف عن المواعيد النهائية الصعبة، لكن علينا أن نحاول حل هذا الأمر ديبلوماسياً».

وأتى تصريح هوكشتاين عشية موقف جديد لغالانت على هذا الصعيد، إذ أعلن أمس أن الجيش الإسرائيلي «سيتحرّك قريباً جداً» في شمال الدولة العبرية عند الحدود مع لبنان. وأبلغ الى الجنود المتمركزين قرب الحدود مع غزة أنهم سيغادرون المنطقة للانتقال إلى الشمال، وذلك بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال غالانت :»سيتحرّكون قريباً جداً (…) إذاً ستُعزز القوات في الشمال». وأشار إلى أنّ جنوداً احتياطيين سيتركون مواقعهم استعداداً لهذه العمليات المستقبلية.

وأمس، تبنى «حزب الله» المسؤولية عن عشرة هجومات على مواقع للجيش الإسرائيلي قرب الحدود باستخدام صواريخ إيرانية الصنع من طراز «فلق 1». ونعى «الحزب» عنصرين سقطا في المواجهات.

اترك تعليق