فيما يبقى لبنان على قارعة انتظار ما سيحمله كلّ من وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورنيه، ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين، في اطار المساعي الديبلوماسية لتحييد لبنان عن الحرب، بحث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت في دعم جهود الحل الدبلوماسي على طول الحدود مع لبنان والاستقرار بالضفة الغربية، بينما نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، قوله بعد زيارته لبنان الخميس إنّ بريطانيا يمكن أن تعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في غزة، من دون انتظار نتيجة ما ستسفر عنه محادثات مستمرة منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين حول حل الدولتين.
النائب السابق وليد جنبلاط قال عبر منصة»X»: «لقد أعطانا السيد كاميرون دروساً في التاريخ حول فشل اتفاق أوسلو خلال الثلاثين عاماً الماضية وضرورة قيام دولة فلسطينية خلال الثلاثين عاماً المقبلة، وذكر إمكانية وقف إطلاق النار ولكن ليس قبل «الحل النهائي».
وحضرت التطورات عند الحدود الجنوبية في لقاء قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة بنائب رئيس أركان الدفاع في الجيش البريطاني للاستراتيجية العسكرية والعمليات اللواء شارل والكر، اضافة الى سبل التعاون بين جيشي البلدين، وذلك في حضور السفير البريطاني في لبنان هاميش كاول والملحق العسكري البريطاني في لبنان المقدّم Lee Richard Saunders.
ثم تفقّد قائد الجيش اللواء اللوجستي في ثكنة يوسف الأسطا – كفرشيما حيث التقى الضباط والعسكريين واطّلع على سير العمل في مديريات اللواء وأقسامه ولا سيما المعامل والمصالح المستحدثة، واستمع إلى إيجاز حول مهماته وخطط تحديثه. وشدد على «أهمية اللوجستية ودورها الفاعل بخاصة في أوقات الأزمات»، وتوجّه إلى العناصر بالقول: «يواصل اللواء اللوجستي تَطوره رغم الظروف الصعبة التي نعيشها بفضل الإرادة القوية وحس المبادرة والتخطيط السليم».
كما أشاد بالجهود التي يبذلها العناصر رغم الصعوبات من أجل تعزيز قدرات الجيش، لافتاً إلى أنّ «النجاح نابع من الإرادة، وأنّ الحروب تُخاض بالسلاح لكن الانتصار يكون بالرجال».
بعدها انتقل إلى مديرية التأليل حيث زار غرفة إدارة الشبكة والنظم (NOC) ومركز المعلومات، واطّلع على سير العمل في المديرية ومشاريعها المستقبلية. وقال: «الوطن مسؤوليتنا والجيش هو صخرة لبنان وأنتم صخرة الجيش، فكونوا دائماً على قدر المسؤولية».
في غضون ذلك، زار السفير الايراني مجتبى أماني عين التينة وعرض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري للأوضاع العامة والمستجدات الميدانية والسياسية «في ضوء مواصلة اسرائيل عدوانها على قطاع غزة والقرى والبلدات الحدودية اللبنانية مع فلسطين المحتلة إضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين»، وفق اعلام عين التينة.
رئاسياً، نقل الوفد النيابي الى واشنطن عن مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف تأكيدها أنّ «اللجنة الخماسية تسعى لمساعدة لبنان لإيجاد حل لأزمته السياسية، لكن لا يمكنها أن تحل مكان اللبنانيين في التوصل الى حل داخلي والتفاهم في ما بينهم»، وأنّ «الحل في نهاية المطاف هو من مسؤولية اللبنانيين انفسهم».
وفي المواقف الداخلية، رأى النائب غياث يزبك أنّ «حراك سفراء اللجنة الخماسية ولد ميّتاً وأُجهض من جانب الرئيس نبيه بري ومن خلفه «حزب الله»، وقال إنّ بري «أعادنا إلى نقطة الصفر، وأراد أن يتحوّل حراك الخماسية إلى رسول ينقل وجهة رأي الثنائي الشيعي إلى باقي الأفرقاء، فضلاً عن إصراره على الحوار، تحت عنوان واحد الاتفاق على انتخاب المرشح سليمان فرنجية، بشكل أساسي قبل فتح المجلس النيابي». وأوضح أنّ «هناك تقاطعاً بين المسيحيين على المرشح جهاد أزعور، و»التيار» ما زال ملتزماً به حتى اللحظة، وإذا أراد التخلّي عن أزعور فهو سيلجأ إلى خيار ثالث، وذلك يؤكد أن التعارضات قائمة وعميقة بين «التيار» والثنائي الشيعي، والعملية الرئاسية مرهونة بفتح المجلس أولاً واختيار الشخصية الثالثة». ولفت إلى أن زيارة النائب ملحم الرياشي إلى الرياض «كانت مقرّرة سابقاً وتأتي في سياق الزيارات الروتينية وليست مرتبطة بحراك اللجنة الخماسية المستجدة في الداخل».
بدوره، أعلن النائب أديب عبد المسيح أنّ «اللجنة الخماسية ستستأنف عملها وستكثّف جولاتها واجتماعاتها في الفترة المقبلة»، وتحدّث عن «توزيع في الملفات بين سفراء السعودية وقطر اللذين سيتوليان التفاوض مع إيران في موضوع الاستحقاق الرئاسي ووقف الحرب، في حين ستتولّى فرنسا دور الوساطة في الداخل اللبناني والتعامل مع الولايات المتحدة الأميركية».
واعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش أن «ما يجري في شمال اسرائيل استنزاف حقيقي للعدو الإسرائيلي، فالمقاومة بصواريخها المضادة للدروع وصواريخ بركان وفلق وغيره أحدثت دماراً كبيراً في أكثر من 500 مبنى في المستوطنات، وعطّلت شبكات الكهرباء، وألحقت أضراراً كبيرة بأجهزة العدو التجسسية، وزادت من صرخة المستوطنين الذين لم يعتادوا على التهجير».