هو الفراغ في التمثيل السياسي، ما يشوّه التوازنات، وخاصة تلك المتعلقة بالتعبير عن وجدان مجموعات طائفية، وتصوراتها لذاتها وللعلاقة مع الشركاء في الوطن وإدارته. والفراغ في التمثيل السُني، واحد من عوامل كثيرة، تعيق انتظام الحياة السياسية والوطنية، والدستورية، والتي لا تكتمل إلا بحضور كل أطياف التمثيل الوطني، وصولاً إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
والأسئلة في بيروت حول الخطوة القادمة لرئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري، كثيرة. لا أحد يمكنه تأكيد أن العوائق، غير اللبنانية، قد زالت نهائياً أمام عودته إلى لبنان لممارسة العمل السياسي الطبيعي والمشروع. المهم، أن أي اكتمالٍ للفراغ في التمثيل، هو أمر مطلوب للحياة السياسية المرتبطة بحضور الطوائف في شكل رئيسي في معادلة الحكم والنظام.
الحريري الذي استهل أولى خطواته السياسية بزيارة السرايا الحكومية ولقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فضّل ترك الكلام الأساسي لمهرجان 14 شباط، والذي سيتبين فيه أفق زيارته اللبنانية، ومؤشرات عودته من عدمها.