إشتعال الجبهة الجنوبية يتصاعد، وكذلك سقوط المدنيين. وكانت الحصيلة أمس مقتل سيدة وطفلة جراء ضربة إسرائيلية على بلدة مجدل زون الساحلية قبل الناقورة. كما نقلت إصابات عدة إلى مستشفيات المنطقة. وفي وقت لاحق، أعلن «حزب الله» استهدافه «بصواريخ الكاتيوشا» منطقة متسوفا في شمال إسرائيل «رداً على الإعتداء على المدنيين».
من ناحيتها، أصدرت قوات «اليونيفيل» بياناً جاء فيه «أنّ تبادل إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل تسبب بمعاناة هائلة للنازحين على جانبي الخط الأزرق». وقال: «نعمل على تجنّب حالة التصعيد على الحدود بين لبنان وإسرائيل وندعم الحكومة اللبنانية لتنفيذ القرار 1701».
ووسط الكر والفر بين إسرائيل و»الحزب»، علمت «نداء الوطن» أنّ الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين كان اتصل هاتفياً بالرئيس نبيه بري، وكرّر المطالبة بانسحاب «حزب الله» بضعة كيلومترات عن الحدود مع اسرائيل. وكان جواب بري: «سيكون الانسحاب من كل الجنوب شرط تطبيق إسرائيل القرار 1701».
ومن التطورات الميدانية الى المستجدات الديبلوماسية. فقد أفادت معلومات خاصة تتصل بالموقف الإيراني، بأنّ طهران أبلغت من يعنيهم الأمر أنها غير معنية بـ»اليوم التالي» بعد انتهاء مواجهات الجنوب لجهة إعمار ما يتهدّم على الجانب اللبناني من الحدود مع اسرائيل. ومنطقها في هذا المجال، أنّ الدمار تسبب به السلاح الإسرائيلي الذي تقع عليه المسؤولية. وقالت إنّ تجربة إيران في الحرب مع العراق التي دامت 8 أعوام في ثمانينات القرن الماضي لم تنتهِ الى حصول إيران على تعويضات من الاتحاد السوفياتي السابق الذي تسبب بدمار في المدن الإيرانية بسبب استخدام العراق السلاح السوفياتي آنذاك.
ونفت هذه المعلومات ان تكون هناك رسائل مباشرة بين طهران وواشنطن حول لبنان، انما هناك تقارير يضعها وسطاء. واعتبرت ان توسع الحرب في الجنوب هو «في يد الولايات المتحدة وإسرائيل، وإذا وقعت الحرب فسيكون «حزب الله» جاهزاً لها». وفي هذا الإطار صرّح رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد: «في حال توسعت الحرب على لبنان سنحجب نور الشمس بصواريخنا. وحتى الآن، نحن نستعمل الصواريخ والأسلحة القديمة قبل نهاية صلاحيتها».